لم يجد القاص محمد الشقحاء حرجا في أول أمسية له على منبر نادي الطائف الأدبي والذي عاد إليه متحدثا عن تجربته مع النادي بعد انقطاع دام 17 عاما أن يعترف بالفشل قائلا "أنا كاتب قصة فاشل". وكشف أن عددا من أعماله القصصية فشلت ورفضتها دور نشر ومنها أعمال موجهة للطفل، وتكررت مفردة "الفشل" كثيرا في حديث الشقحاء العفوي وهو يتحدث عن سيرته قائلا "التحقت بالعمل الوظيفي عندما فشلت في مواصلة دراستي". جاء حديث الشقحاء إلى حضور الأمسية شفافا وخاصة عندما تساءل أحد الحضور عن سر تخليه عن مكتبته الخاصة قبل نحو عقدين وإهداء كل محتوياتها إلى مكتبة الملك فهد الوطنية، حيث قال "شعرت حينها بعدم مصداقية وجودي كأديب، فأهديت كل محتويات مكتبتي لمكتبة الملك عبدالعزيز، ولامني بعض الأصدقاء في عدم إهدائها لمكتبة النادي آنذاك أو المكتبة العامة بالطائف، لكني أعترف أنها كانت حالة هروب فكرية من الطائف قبل أن تحين لحظة الهروب الفعلية التي جاءت لاحقا وغادرت فيها الطائف". واستعرض الشقحاء تجربته الشخصية قائلا: بنيت تجربتي بجهد ذاتي من خلال الاطلاع على ما ينشر في الصحف أو الكتاب المستعمل الذي يباع في حراج الطائف قبل 40 سنة. وتحدث الشقحاء عن مرحلة تأسيس نادي الطائف الأدبي في منتصف السبعينات الميلادية، وما تلا مرحلة التأسيس من نشاط وأول انتخابات شهدها النادي عام 1400، مشيرا إلى أن التصويت فيها كان ورقيا ومورس بشكل طبيعي ولم تكن هناك شكاوى كما حدث في الانتخابات الحالية، منتقدا ما أثير حول الانتخابات قائلا "تابعت ما أثير من ملاحظات على لائحة الأندية فلم أجد ما يستحق الإثارة، وإن كان هناك خلل فهو في مجالس الأندية الجديدة فلا تلقوا باللوم على اللائحة"، مؤكدا أن ما أربك الانتخابات الحالية هو الاستعانة بأصوات الأصدقاء. وتحدث عن تجاربه القصصية التي تجاوزت 15 عملا قصصيا وتجربة استقالته التي ربطها بتدخل الرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك في توزيع مناصب أعضاء مجلس إدارة النادي. وتطرق لقصة "اللقاء" التي جازف بنشرها في مجلة الأدب العربي المصرية وقرأها في مهرجان الجنادرية وما أثير حولها من أمور انتهت بلقائه بالرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك الأمير فيصل بن فهد، نافيا أن تكون تلك الواقعة وراء استقالته. ولفت الشقحاء إلى أن القراءة لم تعد المصدر الوحيد للثقافة، ففضاء الإنترنت أعطى فرص الكتابة لكل من هب ودب - على حد قوله – مشيرا إلى أن كل من يكتب يستطيع أن ينشر ولكن المتلقي وحده هو من يحكم بأن هذا قاص وذاك شاعر فهو الذي يقيم العمل ويفرق بين الغث والسمين. واعترف الشقحاء بعزوفه عن قراءة نصوص الأسماء الجديدة في القصة قائلا "هناك أسماء بلا شك؛ لكني لا أتابعها بعناية أو باهتمام لشعوري بغثيان في داخلي إذا أردت قراءة شيء جديد". واختتم الشقحاء الذي قرأ نصا قصصيا ونصا شعريا، حديثه بالمطالبة بتكريم أدباء الطائف المبدعين والمثقفين المميزين في سوق عكاظ، مستغربا ألا يكون لهم تكريم على غرار التكريم الذي كانت تقيمه اللجنة العامة للتنشيط السياحي في بدايات تأسيسها. وتوقف الشقحاء عند غياب مثقفي وأدباء الطائف عن أول اجتماع لإعادة إحياء سوق عكاظ عام 1395 بالرياض والذي نجم عنه تأسيس الأندية الأدبية، قائلا: ما زلت أبحث عن إجابة لسر غياب مثقفي الطائف عن ذلك الاجتماع!.