ويطلق عليه أيضًا الطلاق العاطفي، وهو حالة من الجفاف العاطفي والانفصال الوجداني يعيشها الزوجان منفردين بعضهما عن بعض على الرغم من وجودهما في منزل واحد، حيث يعيشان في عزلة عاطفية، ونتيجة لذلك تصاب الحياة الزوجية بينهما بالبرود وغياب الحب والرضا. كما أنه اختلال للتوازن وسوء العدالة التوزيعية في الحقوق والواجبات بين الزوجين، ما يؤثر سلبًا، ويؤدي إلى تصدع الحياة الزوجية والتنافر وفقدان العاطفة بينهما. وقد يعرفه آخرون بأنه هجر الزوج لزوجته، سواء أكان هجرًا في العلاقة العاطفية أم هجرًا في المحادثة، وفقدان المودة والسكن النفسي بين الزوجين مع قيام الزوج بالحقوق الزوجية الأخرى كالنفقة وتأمين السكن، بحيث يظهر للناس استقامة العلاقة الزوجية، ولكن في الواقع هما على خلاف ذلك. وهو طلاق غير معلن على الملأ، بل إنه يكون أحيانًا من طرف واحد في حين يمكن للطرف الآخر أن يجهله كليًّا. وتختلف خطورة هذا الطلاق باختلاف أسبابه، وإن كانت إمكانية إصلاحه تتعلق مباشرة بمدى جدية الأسباب المؤدية إليه، ما يقتضي الوقوف عنده طويلًا، البعض يطلق عليه مسمى الطلاق النفسي الذي تمارسه المرأة كنتيجة لعدم قناعتها بأهلية زوجها لتأدية دور الرجل أمامها أو عدم قناعة الرجل بأهلية زوجته لتأدية دور الزوجة أمامه، ويسمى أحيانًا بالزواج غير الممارس، ونعني به ذلك الزواج المستمر بدون العلاقة الحميمية، وهذا يكون عادة مقدمة للطلاق، أو ربما الهجر الذي يسبق الطلاق النهائي. • ومن الأسباب المؤدية إلى الطلاق العاطفي: - الجانب التعبيري ويشمل فتور الحب وسوء التوافق النفسي. - الجانب الذرائعي كعدم الإنجاب، وتدخل الأهل. - الجانب الاقتصادي؛ حيث إن عدم الإنفاق على الزوجة والأولاد مع المقدرة يولد النفور في التفاعل الأسري. - الجانب الاجتماعي؛ حيث إن فارق السن الكبير بين الزوجين وقلة الكفاءة في أداء الأدوار الزوجية يؤدي إلى الخلافات الزوجية. كذلك السهر خارج المنزل إلى وقت متأخر أو السفر بالنسبة للزوج، وكثرة تكرار الزوجة زيارة أقاربها، أو الخروج للأسواق بدون مبرر. - الجانب المهني؛ حيث إن البطالة تؤثر بشكل سلبي على الحياة الأسرية. • إن المراحل التي يمر بها الطلاق النفسي هي: - زعزعة الثقة وفقدانها. - فتور الحب وفقدانه. - الأنانية. - الصمت. • من طرق علاج الطلاق النفسي: - من الذكاء الاجتماعي مشاركة كل طرف هوايات واهتمامات الطرف الآخر. - اعتماد اللطف والرقة في الأقوال والأفعال مع الطرف الآخر لجذب وده ومحبته. - احترام الطرف الآخر وتجنب فعل أو قول كل ما يشعره بالإهانة مهما بدا بسيطًا. - اعتماد لغة الحوار والتفاهم بين الزوجين والابتعاد عن الاتهام والتجريح والحرص على الخروج من الحوار بثمرة مفيدة. - اعتراف الزوجين بوجود فيروس خطير في جسد الحياة الزوجية والعمل على إزالته. - تقدير كل من الزوجين الأعمال التي يقدمها الآخر وشكره عليها مهما كانت بسيطة، والاهتمام بإيجابياته ومدحه عليها والامتنان له بهدف تعزيزها. - على كل من الطرفين تقبل الطرف الآخر وغض الطرف عما قد يشتمل عليه من عيوب أو نقص؛ فهذه طبيعة البشر. - العمل على تأصيل سمة الصراحة والوضوح في التفاعل ليتمكن كل منهما من فهم الآخر وفهم مشاعره بالشكل الصحيح. - بث روح التجديد في الحياة الزوجية، ودفع الملل والرتابة بالهدايا أو السفر أو الخروج إلى المطاعم أو النزهة البرية وذلك لضمان حياة زوجية سعيدة إن شاء الله.