تمرّ مملكتنا الحبيبة في هذه الأعوام بنهضة فكرية ثقافية جامحة، وتنوع ثقافي مرتبط بالأرض والموروث القديم، مما يجعلها من البلدان الغنية بالثقافة والتقاليد العتيقة، المبهجة للزائر الجديد والنابعة بالفخر لأبناء المنطقة المستخرج منها هذا الموروث، وذلك بقيادة الشاب المبدع الأمير بدر بن عبدالله وزير الثقافة وفريقه الطموح، وهمهم الأول نشر اسم المملكة عالياً وتماشياً مع رؤية المملكة 2030 ورؤية وزارة الثقافة خاصة في بندها الأول أن الثقافة نمط حياة. شاهدت مقطع فيديو في حساب أحد المتابعين على موقع التواصل "تويتر" وأهالني كمية القُبح المتمثل في ذات المقطع كموروث لغامد وزهران، وكيف لا؟ وهو يأتي من أعضاء منتسبين إلى الثقافة والفنون بمنطقة الباحة! هل نترك موروث قبائل ممتدا منذ آلاف السنين، كانوا يستخدمونه في الحرب وفي السِلم! وهو ذو دلالة على قوة وحسن انضباط ورباطة جأش، هل يترك في زمننا هذا ويلعب به ويُغيّر!! هل كانوا يتمايلون "ويتناقزون" لضحكات الجمهور؟! هل كانوا يغنون على رقصات وأنغام بعيدة عن الموروث؟! هل كان هَمّ القُدماء، كم عدد المعجبين؟! وكيف يصبحون مشاهير؟ كانوا يخبروننا أن عرضة غامد وزهران تُدقْ طبولها قبل الحرب، فكيف لنا أن ندُقْها على رقص وتمايل. يقول شوقي جلال عن التراث الصيني "إذا كان التراث الثقافي الصيني على مدى التاريخ كشف عن خط فلسفي واحد غايته سعادة الإنسان/المجتمع على الأرض"، إن اهتمامهم بأدق التفاصيل عن الأسلاف والعصور السابقة، بحيث لا يندرج أي شخص في الثقافة حتى يلمّ بالمكونات الثلاثة: الماء، والأرض، والإنسانية وما يتبعها من أساطير يصدقونها ويطبقونها في حاضرهم. أما نحن بعكس ما تُرك لنا من إرث، وليس لنا أن نعمل مثل الصين، ولكن أن نحترم موروثنا الفني، وأن نُمجد من سبقنا فيه، بفنه، وبقصائده، ولا ينبغي أن نفسد تراث منطقة كاملة تحت مسمى "الاستهبال والاستعراض"، وأتمنى أن يُعاد النظر في آلية من تقبله كعضو، ويصبح تحت مظلة فروع الثقافة والفنون في المملكة، لرفع الموروث الثقافي، والعروض الحية، دون استخفاف لفن قديم، أو الإضافة بحركات جديدة تقتل الموروث وتشوهه، أو تغيير لنمط معين، وأتمنى ألا يُترك الأمر بيد من لا يُقدره. يقول أمين معلوف "لا تستحق التقاليد أن تُحترم إلا بقدر ما هي جديرة بالاحترام". وأقول: احترموا موروثنا الفني الثقافي.