جاء قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي صدر أمس، بإعفاء مدير جامعة الملك خالد الدكتور عبدالله الراشد من منصبه، متوجا لمساعي طلاب وطالبات جامعة الملك خالد، التي انطلقت منتصف شهر ربيع الثاني الماضي بعدة مطالب قوامها الوطنية الصادقة، وأبرزها تغيير قيادة الجامعة وإحداث تطوير شامل في بيئتها والكليات التابعة لها والاهتمام بحقوق الطلاب والطالبات، وصولا إلى مخرجات ذات جودة عالية. وتضع "الوطن" بين يدي مدير الجامعة الجديد الدكتور عبدالرحمن الداود رصدا لمسيرة مطالب الطلاب والطالبات التي عانوا منها على مدى أكثر من 13 عاما، إذ بدأت بمعاناة طالبات كلية التربية بأبها من تدني مستوى النظافة، فتجمعن يوم الثلاثاء 13/ 4 /1433، للمطالبة بتوفير بيئة مثلى لهن، وتخلل ذلك تدافع وإصابات لعدد منهن، ليقف أمير المنطقة بنفسه وقيادات الجامعة على أوضاع الكلية يوم الجمعة 16 /4 /1433، ويشكل لجنة للتحقيق فيما حدث داخل أروقة كليات البنات، إلا أن حمى المطالب انتقلت يوم السبت 17 /4 /1433 إلى الطلاب، وتحديدا في المقر الرئيس بالقريقر، إذ تجمع الطلاب للمطالبة بحقوقهم وتحسين بيئة الجامعة والارتقاء بخدماتها، في مظهر حضاري جسدوا من خلاله حبهم لوطنهم الذي سيظل نصب أعينهم، في حين التقى وكيل إمارة المنطقة بالطلاب واستمع إلى مطالبهم، فيما خصص أمير المنطقة لقاءين للطلاب والطالبات استمع من خلالهما إلى مطالبهم الملخصة في 23 بندا من أبرزها إقالة إدارة الجامعة، وعدم وجود فصل صيفي، وشح القبول في الدراسات العليا، وضعف بعض أعضاء هيئة التدريس من الأجانب، وسوء بيئة الدراسة، وعدم معاملة الطلاب معاملة حسنة، وعدم اكتراث قيادات الجامعة بمطالب الطلاب ومنعهم من الدخول إلى مكاتب مدير الجامعة ووكلائها، ومشكلات تعيين المعيدين وابتعاثهم، وأخرى تتعلق بصندوق الطالب، فيما كانت أوضاع مباني كليات البنات في المحافظات دون المستوى المطلوب وتعاني وضعا مأساويا. وتلا تلك المطالب وصول وفد من وزارة التعليم العالي إلى المنطقة في يوم الأحد 18 /4 /1433، في حين تم تشكيل فريق عمل من إمارة المنطقة ووزارة التعليم العالي، وأسفر ذلك عن إقرار 13 مبادرة عاجلة مطلع شهر جمادى الأولى من العام الجاري تشمل: توسيع القبول في الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه، وحل القضايا الأكاديمية الخاصة بتعثر الطلبة وطي قيدهم، وتيسير التحويل من الأقسام، وتفعيل برامج التجسير لخريجي كليات المجتمع، وتوسيع دائرة التدريس في الفصل الصيفي، وتطوير قدرات أعضاء وعضوات هيئة التدريس، وتخصيص وقت كاف لمقابلة الطلاب والطالبات، وزيادة تفعيل دور الجامعة في خدمة المجتمع، خاصة فيما يتعلق بإقامة الدورات والمؤتمرات والندوات، وتجهيز كليات البنات بكل احتياجاتها العاجلة، بما في ذلك مضاعفة جهود خدمات النظافة والصيانة، وزيادة الاهتمام بحسن معاملة المشرفات وتدريبهن بما يرتقي بذلك، وزيادة تفعيل النشاطات الطلابية بشكل عاجل، إضافة إلى زيادة مراكز التصوير في كليات البنين والبنات، وتوسعة الكافتيريات والاهتمام بها، بما في ذلك تخفيض أسعار مبيعاتها، وتنويعها.