بينما تنتشر ثقافة مغادرة منزل الأهل، والسكن في بيت مستقل لدى الدول الغربية بشكل كبير، وفي المقابل تقل في الدول العربية بشكل عام، ذكر المحامي عاصم الملا أنه لا يوجد في السعودية نص قانوني يكفل لغير المتزوجين - من الذكور والإناث - الحق في مغادرة منزل الأهل، والسكن في بيت مستقل. المطالبة بالاستقلال أوضح أن غير المتزوجين ينقسمون لقسمين قسم تحت الولاية، وهو حتى سن 18 سنة هؤلاء لا يستطيعون رفع قضية للمطالبة بالعيش في بيت مستقل؛ لأن الولاية هنا جبر، أما من بلغ العمر القانوني من 18 عاما، وما فوق بإمكانهم رفع قضية للمطالبة بالعيش في سكن مستقل، لكن الذكور ليسوا بحاجة لرفع قضية، فبإمكانهم مغادرة منزل الأهل، والانتقال لمنزل مستقل؛ لسقوط الولاية عنهم منذ بلوغهم الحلم، أما الإناث اللاتي بلغن 18 سنة تتبعهن الولاية، وفي حال كان والدها يعضلها، أو تتعرض للأذى منه بإمكانها التقدم للمحكمة، ورفع قضية تبيّن ذلك فيها، ثم تحكم لها المحكمة بالسكن المستقل دون أن يتعرض لها أحد، وهنا تسقط عنها الولاية من القاضي، فيصبح القاضي وليها، أو من يتقدم من أوليائها الآخرين. أنواع القضايا أبان توجد قضايا على نوعين في هذا الجانب أغلب القضايا مرفوعة من أولياء أمور ضد أبنائهم أقل من 18 سنة ذكورا، أو إناثا خرجوا من المنزل، ولم يعودوا، أو بقوا خارج المنزل مدة شهر، أو شهرين دون إخبار الأب، وهي بنسبة 5 %، أما النوع الثاني توجد قضايا مرفوعة الآن من أولياء الأمور بنسبة 2% تقريباً ضد فتيات بلغن 18 سنة، وأكثر خرجن للسكن بمفردهن رفع أولياء أمورهن عليهن قضايا يطالبوهن بالرجوع، ولا تزال منظورة في المحاكم. ولفت أنه في حالة خروج الأنثى التي بلغت 18 سنة، أو أكثر لسكن مستقل، وكانت غير متزوجة تحكم المحكمة لصالح الأب، ويعيدها كونها تحت ولايته على الرغم من أن الآن لا تقبل المحاكم بلاغات التغييب إلا فيما يتعلق بالفتيات اللاتي لم يبلغن السن القانوني. أما عن بلاغات العقوق، فيمكن رفعها في أي وقت، ولكن خروج الفتاة التي بلغت 18 سنة، أو أكثر للسكن في بيت مستقل لا يعد من العقوق بينما العقوق يكمن في عدم سؤالها، أو عدم إطاعة أوامر والدها. تنمية الشخصية قال الطبيب المتخصص في الاستشارات النفسية الزوجية، والعائلية الدكتور عبدالله غازي للسكن المستقل دور كبير في تنمية شخصية صاحبه؛ لأنه يُجبرك على تحمل مسؤوليات إضافية مثل دفع فواتير الطاقة، وإصلاح الأعطال في سكنك المستقل، وهذا الشيء يلعب دورا في نمو الشخصية من الدور الذي تكون فيه معتمدة على أشخاص آخرين إلى دور يقوم به الشخص بنفسه، وتحضره لاحتمالية الاعتناء بأشخاص آخرين في المستقبل، كما أنها تمنح الإنسان جزءا كبيرا من الخصوصية، والمجال ليكون بمفرده، وهذه المساحة قد تُجبر الشخص على التعرف على نفسه أكثر، وتكوين آرائه الخاصة في الأشياء التي يفضلها، وبالتالي يعرف نفسه أكثر، وكيفية إسعادها. سوء الظن أضاف: نظرة الأهل، والمجتمع للشخص غير المتزوج الذي يرغب في مغادرة منزل أهله، والعيش في بيت مستقل تعتمد بشكل كبير على الظروف المحيطة بهذه الرغبة، وارتباطها بظروف عمل الشخص، أو دراسته، لكن بالعموم تُحاط الرغبة بالاستقلال بقدر لا بأس به من سوء الظن، وهذا يُشكل ضغطا كبيرا على جميع الأطراف المعينة، ويفتح المجال للخلافات، وتوابعها، وأسباب الرفض في العادة شخصية بالدرجة الأولى، وتخص العائلة نفسها، وخلفيتها الثقافية، لكن أكثر الأسباب تكرراً، والتي تواجه الفتيات بشكل خاص لها علاقة بثقتهم في قدرة ابنتهم على الاعتناء بذاتها، والتأقلم مع الوضع الجديد، وهذا للأسف قد يكون نتيجة لنمط تربيتهم لها، والسبب الآخر هو نظرة المجتمع لهم، ولابنتهم. تصرفات انسحابية بيّن غازي أن رفض الأهل سيولد إحساسا سلبيا عند الشخص، قد يكون غضبا، أو حزنا، أو إحساسا عميقا بالعجز، أو القهر، خصوصاً إذا كان هذا الاستقلال في السكن هو للحصول على فرصة وظيفية معينة، وأخشى أن تتحول هذه المشاعر السلبية لتصرفات انسحابية مثل البعد عن الناس، والاتكال الكامل على الأهل في أبسط المسؤوليات، وضعف الحافز للتقدم المهني، وحتى الشخصي في الحياة، وأود التذكير أن كل هذا قد يكون ردة فعل تجاه الرفض. السكن المستقل: ينمي شخصية صاحبه يمنح الإنسان جزءا كبيرا من الخصوصية يُجبر الشخص على تحمل مسؤوليات إضافية يتعرف المستقل على نفسه ويكون آراءه الخاصة