من واجب شكر النعمة حفظها والتعامل معها بما يرضي الله، سبحانه وتعالى، فتضعها في مكان يضمن احترامها وعدم امتهانها حتى تدوم، بإذن الله تعالى. لكن ما رأيته في إحدى الصور التي نُشِرت على أحد مواقع التواصل الاجتماعي لهو شيء مؤسف، ولا يرضي الله، تعالى، ولا يُتصور حصولهُ من إنسان مسلم يُدرِكُ أهمية حفظ النعمةِ وشكرها، فترك النعمة ملقاة على الرصيف بهذه الطريقة المهينة للنعمة شيء يؤسف لهُ، ويحز في النفس كثيراً، فأين احترام النعمةِ الذي حث عليه ديننا الإسلامي في الكتاب والسنة النبوية؟ وأين أخلاقنا التي تربينا عليها كمسلمين، يجب علينا احترام النعمة؟ إن ما حصل من ازدراء للنعمة بهذه الصورة ينم عن قصور في التربية وعدم وجود ثقافة الحفاظ على النعمة وعلى نظافة المكان، وللأسف هذا الفعل ليس هو الأول، ولن يكون الأخير من هذا الشخص وغيره، إن لم تكن هناك وقفة قوية وصادقة من قبل أفراد المجتمع كافة، حتى لا يتكرر مثل هذا الفعل غير الحضاري. ويجب تطبيق ما أقرته الدولة من عقوبة الذوق العام وتغليظ العقوبة بما يتناسب مع الفعل، كما تجب التوعية بأهمية حفظ النعمة كخلقٍ ديني من قبل الوالدين، ومن قبل المدارس وفي خطب الجمعة، فهذا موضوع مهم ولا يجب التهاون فيه. كما أتمنى أن تكون هناك حاويات يوضع فيها المتبقي من الأكل بعيداً عن حاويات القمامة، فإن ما نراه من كثير من الناس أنهم يضعون بقايا الأكل مع القمامة، وهذا شيء لا يرضي الله، تعالى، كما أنه امتهان للنعمة، وحتى لا تتكرر كثير من المناظر التي أصبحنا نراها عبر وسائل التواصل الاجتماعي من رمي النعمة في حاويات القمامة. أتمنى أن تصل رسالتي هذه، وأن تجد آذنا مصغية من مجتمع اعتدنا منه الحرص على كل ما يرضي الله، سبحانه وتعالى، من حفظٍ للنعمةِ، وحرصٍ على نظافة المكان.