يلجأ بعض العرسان إلى التخلص من صور حفلات زواجهم، وذلك بإتلاف صور أفراحهم التذكارية خوفا من الضياع أو التسرب، فيما أكد استشاري علم النفس الدكتور صالح الجار الله أن إتلاف ألبومات صور الزواج تفكير خاطئ ما زال منتشرا في المجتمع، مبينا أنه لا يحق للزوج إتلاف هذه الصور التي عادة ما تكون الزوجة حريصة على الاحتفاظ بها. نورة سالم تحكي قصتها وتقول: صدمت في الأسبوع الأول لزفافي بعدم وجود ألبومي الخاص الذي اعتدت تصفحه دوما كلما اشتقت إلى تذكر ذلك اليوم، فبحثت عنه في كل مكان فلم أجده، وجدت بقايا صورة بلا هوية ملقاة قرب سلة النفايات بالمطبخ، وعند سؤالي زوجي عن سبب إتلاف الصور، أجاب "أحرقته حتى لا نجد صورنا بعد فترة في موقع إنترنت"، فحزنت كثيرا. أما معد البرامج في القناة الأولى بالتلفزيون السعودي، الملحن، حسن آل خيرات، فأشار إلى أنه مع تطور الحياة والثورة الإلكترونية سارع الكثير لتوثيق اللحظات والذكريات الجميلة، بالذات الغالية على قلوبهم ومنها ليلة "الزفاف"، "ولكن فوجئنا بسلبيات هذا التطور الإلكتروني، وأصابت الصدمة الكثير عندما اكتشفوا أن هناك من ينشر صورا أو ذكريات لا تخصه ولا تمت له بصلة إن وقعت بين يديه بأي طريقة كانت". وأوضح آل خيرات أن من وجهة نظره حيال الاحتفاظ بألبومات وصور الزفاف أنه من الأفضل عدم الاحتفاظ بها ولو بأي شكل من الأشكال، لأن التطاول على المقتنيات الشخصية أصبح مسألة سهلة للغاية. وفي ذات السياق، قالت الإعلامية، الكاتبة المسرحية فاطمة عطيف إنه من الصعب أن تتخلى المرأة عن شيء يذكرها بأحداث خاصة لا تتكرر، مثل الأفراح وحفلات الزفاف وشهر العسل، ولا سيما أن الأوقات التي تشعرنا بالسعادة لا تعود، لافتة إلى أن القدامى كانوا وما زالوا يحتفظون بصور مناسباتهم وأعيادهم وزيجاتهم التقليدية ما بين 30 50 عاماً، فنجد ذكرياتهم محفوظة في ألبومات وصور ما بين الأسود والأبيض.. تحكي سعادتهم وتجدد حنينهم لماضيهم. وأضافت عطيف أن الذكريات أغلى ما يبقى ويمتلكه الإنسان، فإذا قام بإتلافها فكأنه يحرق أهم جزء من ذكرياته وكيانه، خاصة أن هذه الذكريات ليست صورا فاضحة حتى يخجل منها الزوج، وأن تكلفتها تتجاوز ما بين 400 إلى500 ريال في الحد الأدنى، وفي بعض الحفلات الأخرى ربما يتجاوز المبلغ الآلاف من الريالات بحسب الطبقة الاجتماعية. وأشارت مشرفة وفد السياحة التطوعي بنجران زينب المؤيد إلى أن مناسبة كهذه لا يمكن تجاهلها وإتلاف صورها لأي سبب كان. من جهتها روت نجلاء هاشم موقفا تعرضت له من قبل زوجها وتقول: كان لدي عدد من الألبومات والصور المتفرقة، وكانت بخزانتي الخاصة، وفي الوقت الذي كنت أغفو من إرهاق العمل، فإذا بدخول زوجي المنزل وسقوط عينيه على الخادمة التي كانت تقوم بسرقة بعض الصور والحيرة فيما تختار من صوري فأخذ جميع ألبوماتي وأحرقها وطردنا الخادمة من منزلنا، وغضبت من تصرف زوجي لكن بعدها اقتنعت بأن ما فعله زوجي كان عين الصواب، والتزمت الصمت حتى لا أخسر رضا زوجي وحبه لي لأتفه الأسباب واكتفيت بالحكمة التي تقول "ما دمت مرآة زوجك فاطبعي صورتك بعقله بدلاً من طبعها بورقة". وبين خالد كفاتي، عريس متزوج منذ أسبوعين، أن ليلة الزفاف ليلة لا تنسى فهي من أحلى ليالي العمر، ولكن أحيانا "أخشى أن أفقد هذه الصور، لكني كلما أردت أن أتخلص منها لا أستطيع، فأصبحت أعتبرها أعز ذكرياتي التي عشتها"، مؤكداً أن أي زوج يلجأ إلى إتلاف هذه المقتنيات بأي شكل من الأشكال فإن ذلك حرص منه وغيرة على محارمه من أن تقع الصور بأيد عابثة وتنتشر. ومن جهته أكد استشاري علم النفس، الدكتور صالح الجار الله، أنه ليس من حق الزوج أن يتلف ما يجمعه هو وزوجته من ذكريات ويشعرها بالسعادة، وخاصة ما يتعلق بالذكريات كالصور العائلية وحفل الخطوبة أو الزفاف وشهر العسل، فهي تعتبر ذكريات أسرية مهمة، وإتلافها مفهوم خاطئ "يسمى نظرية العيب" أو التفكير الاجتماعي الخاطئ، التي ينظر بها الزوج تجاه المسألة لتبرير تصرفه بإتلاف هذه المقتنيات والذكريات، وحتى على فرض أن هذه الصور فقدت فهي ليست نهاية العالم، ما دامت الثقة بين الزوجين موجودة. ويعتبر الدكتور الجار الله أن إتلاف ألبومات الزواج تفكير خاطئ في المجتمع، محذرا من أستوديوهات التصوير النسائية، ووجوب التأكد من مدى دقة الأمان والثقة في العاملين بها، محذراً من أن بعض هذه الأستديوهات قد تتعرض للسرقة أو يكون العاملون فيها ليسو أهلا للثقة ويتداولون الصور عبر الشبكة العنكبوتية، وهنا تجب محاسبتهم والتقدم بشكوى رسمية ضدهم ليكونوا عبرة لغيرهم.