استبق الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي أداء القسم أمام المحكمة الدستورية العليا، وقام بأدائه أمام الثوار بميدان التحرير أمس، وسط هتافات داوية من الحشد الذي ضاقت به جنبات الميدان خلال المشاركة في مليونية "تسليم السلطة". وخصَّ في كلمته أسرة الدكتور عمر عبد الرحمن الذي يقضي حكماً بالسجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة بالعمل على إعادته لبلاده، قائلاً إنه سيبذل جهوده من أجل تحريره من سجنه. إلى ذلك يؤدي مرسي اليوم اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا، حيث يتوجه إلى مقر المحكمة لأداء القسم أمام جمعيتها العمومية، ثم يتوجه عقب ذلك إلى قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة ليلتقي بالقيادات الشعبية والتنفيذية والنقابية والحزبية للاحتفال بأول رئيس بعد ثورة 25 يناير، كما سيلقي كلمة يوضح فيها أبعاد المشهد السياسي الراهن والقضايا المهمة والملحة في المرحلة المقبلة. وكان مرسى قد التقى أمس عدداً من الفقهاء القانونيين والدستوريين للتشاور، حيث كان يرغب في أداء القسم أمام البرلمان المنتخب. وكانت نصيحتهم له هي المسارعة إلى استلام السلطة فوراً حتى لا يسمح لأحد بالتواطؤ أو المماطلة، وللحصول أيضاً على الشرعية الدستورية كاملة. وطلبوا منه كذلك عدم التراجع عن زيارة ميدان التحرير وإلقاء خطابه وسط المتظاهرين كما وعد من قبل، مما يعزِّز شرعيته أمام الثوار في الميدان، جنبا إلى جنب مع شرعية صناديق الانتخابات، حتى يصبح أداء اليمين أمام المحكمة مجرد أمر إجرائي فقط، واستكمالا لعملية تسليم السلطة. وقال أستاذ القانون العام بكلية الحقوق بجامعة القاهرة ثروت بدوي "حلف اليمين الدستورية مسألة شكلية لا تقدِّم ولا تؤخِّر، حيث يستمد رئيس الدولة شرعيته من انتخاب الشعب له، وليس بحلف اليمين أمام أية جهة، وأياً كانت صياغة اليمين الدستورية، كما يمكن للرئيس القسم في أكثر من مكان". في سياقٍ منفصل غادر القاهرة أمس مستشار حاكم دبي جمال خلفان حويرب بعد زيارة استغرقت يوماً واحداً لامتصاص أثر التصريحات التي أطلقها رئيس شرطة دبي ضد الإخوان المسلمين والرئيس مرسى. والتقى خلفان عدداً من المسؤولين المصريين لاحتواء الأزمة التي خلفتها التصريحات، وأكد عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين. من جهة أخرى نفت جماعة الإخوان المسلمين ما تردَّد حول وجود اتصالات بينها وبين الولاياتالمتحدة لحث واشنطن على ممارسة الضغوط على المجلس العسكري لإعلان فوز مرسي، وقال نائب المرشد العام محمود عزت "هذه الأقاويل شائعات لا تمت للحقيقة بأية صلة".