«الحياة» ، رويترز، أ ف ب - قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن روسيا تشارك في محادثات مع فرنسا وسواها تركز على البحث في مرحلة ما بعد الأسد لكن وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف نفى ذلك بتاتاً. وجاء كلام فابيوس في حديث إلى إذاعة «فرانس انتر» بعيد زيارة قام بها إلى موسكو المسؤول عن الشؤون السياسية في الخارجية الفرنسية جاك اوديبير يرافقه السفير الفرنسي السابق في سورية اريك شوفاليه تم خلالها تناول الوضع في سورية. وقال فابيوس إن الروس «غير متمسكين بشخص» الرئيس بشار الأسد و «هم يرون جيداً أنه طاغية ومجرم» لكنهم «مهتمين بمعرفة من سيحكم سورية إذا طرد من الحكم وهذا هو جوهر النقاش». ولفت إلى أن الجهود المبذولة لحل الأزمة السورية تمر أيضاً عبر اجتماع «مجموعة اتصال» اقترح المبعوث الدولي - العربي كوفي أنان عقده في جنيف في 30 حزيران (يونيو) الجاري. وكان فابيوس سبق وأعرب عن تأييده لاقتراح أنان الذي لا ترى باريس أنه على تضارب مع «مؤتمر أصدقاء سورية» الذي تعمل على تنظيمه في 6 تموز (يوليو) المقبل لكنها ترى أن المطلوب من المبعوث الدولي أن يوضح التفاصيل المتعلقة بهذا الاقتراح. وقال فابيوس إنه إلى جانب المساعي الديبلوماسية هناك «مخرج آخر للأزمة يتمثل بانتصار عسكري للمعارضة معرباً عن إدراكه لكون هذا الاحتمال «يؤدي إلى معارك قاسية جداً وعنيفة جداً». وذكر أن فرنسا تدرس إمكانية تزويد المعارضة السورية بوسائل اتصال يمكن أن تساعدها على التغلب على قوات النظام خصوصاً أن «المؤشرات التي لدينا تظهر أن مجموعات بالغة الأهمية من الشعب السوري التي لم تكن في البداية مناهضة لبشار باتت كذلك حالياً». ولفت إلى ضرورة تنظيم أوضاع المعارضة، مشيراً إلى أن هذا الموضوع موضوع نقاش مع الأميركيين والروس وغيرهم. وفي موسكو قال لافروف أمس إن موسكو لا تبحث خططاً في شأن تحول سياسي في سورية يجيء في أعقاب رحيل الرئيس بشار الأسد عن السلطة، مؤكداً موقف بلاده من أن مستقبل سورية لا بد أن يقرره السوريون أنفسهم من دون أي ضغوط خارجية. وعارضت روسيا والصين في مجلس الأمن جهوداً بذلتها قوى غربية لإدانة الأسد والدعوة إلى تنحيه خلال إراقة الدماء التي تشهدها سورية منذ 15 شهراً والتي يلقي الغرب بالمسؤولية عنها على حكومة الأسد. وتسعى دول غربية لإقناع روسيا بالتخلي عن مساندتها للأسد وأجرت هذه الدول محادثات ديبلوماسية مكثفة مع موسكو خلال الأسابيع الماضية فيما أدى استمرار العنف إلى تبديد الآمال في شأن خطة سلام لكوفي أنان لإنهاء العنف. وقال لافروف في مؤتمر صحافي عقب محادثات أجراها مع نظيره العراقي هوشيار زيباري إنه اطلع على تقارير وسائل إعلام تشير إلى أن روسيا والولايات المتحدة تعكفان على مناقشة «تحول سياسي في سورية بعد رحيل الأسد.» وأضاف: «لو كان هذا قيل بالفعل فانه ليس صحيحاً، لا تجري مثل هذه المحادثات ولا يمكن أن تجري لأن اتخاذ قرار بالنيابة عن الشعب السوري أمر يتنافى بالمرة مع موقفنا». وقال: «لا نتدخل في الإطاحة بأنظمة لا من خلال الموافقة في مجلس الأمن الدولي على القيام بأعمال فردية ولا بالمشاركة في مخططات سياسية.» ومضى يقول: «إن إجراء أي محادثات دولية موسعة في شأن سورية يتعين أن يتضمن إيران ويجب أن يقتصر على بحث سبل تهيئة الظروف لإجراء حوار سياسي في سورية وليس مضمون هذا الحوار أو أي شروط مسبقة مثل رحيل الأسد». وقال فابيوس إن «هناك احتمالاً، لكن لا أعلم ما إذا كان سيحصل، بانعقاد مؤتمر للقوى العظمى في جنيف في 30 حزيران في منبر شبيه بمجلس الأمن الدولي لكن من دون قيود مجلس الأمن»، موضحاً أن الأمر يتعلق ب «مجموعة الاتصال» التي اقترحها أنان. ولم تتمكن مصادر قريبة من أنان أمس تأكيد موعد أو مكان انعقاد اجتماع من هذا النوع. وقال فابيوس: «هناك المعارضة بالتأكيد لكن يجب تحديد من سيكون المسؤولون فيها وبعدها سيكون هناك مع الأسف عدد من الأشخاص الذين انتموا إلى الفريق السابق لكنهم لن يكونوا في مراتب مهمة. وهذه نقطة أخرى لا بد من البحث في شأنها». واعتبر فابيوس أن المعارضة تكسب تأييداً بين صفوف السكان. وقال إن «الإشارات لدينا تدل على أن مجموعات كاملة كبيرة من السكان لم تكن معادية في البدء لنظام الأسد غيرت موقفها الآن».