يقولون إن أينشتاين ذكر مرة أن الفضل كل الفضل في كل ما وصل إليه هو لتلك الأسئلة البسيطة التي سأل نفسه عن إجاباتها، وفي إدارة الشركات يقول المدير التنفيذي لقوقل Eric Schmidt : نحن ندير شركتنا عبر طرح الأسئلة وليس الإجابات. أذكر أني كتبت مرة مقالًا تساءلت فيه: هل نحن حقا نعرف ما هو هدفنا من التعليم السعودي؟ وخلصت فيه إلى أن كل ما ينظّر ويحاضر ويحتج به قيادات التعليم حول قوة المعرفة والإيمان بأن منقذ اقتصادنا هو تبني ما يسمى تعليم STEM يقدر الجدول المدرسي لأي مدرسة في الرياض على إسقاطه بالضربة القاضية! على كل حال، في إدارة الأداء عندما تبني معايير ومؤشرات مؤسسة ما أو قطاع تعليمي أو غيره فهناك خطوة مهمة جدًا تسمى اختصارًا KIQs وتعني: أسئلة مؤشرات الأداء المهمة. فكل مؤشر يجب أن يسبقه أسئلة بناؤها وجمعها يحتاج معرفة بأهداف وغايات المؤسسة أو التعليم، من هذه الأسئلة تحدد المؤشر الذي ستطالب به ثم ستقيس وجوده بعد ذلك لتتأكد أنك في الطريق الصحيح نحو تحقيق أهدافك وغاياتك. في التعليم السعودي يبدو أن هذا الإجراء لا يحظى بالاهتمام عند بناء مؤشرات التعليم، وأهم دليل على ذلك أن السؤال الأهم لم يطرح وهو: هل يجب أن يكون لوزارة التعليم مؤشرات، ولهيئة التعليم مؤشرات أخرى؟. لو سألت الوزارة نفسها هذا السؤال لأعفت نفسها من بناء مؤشرات للمنظومة ومؤشرات لجائزة التعليم ومؤشرات للتقييم الشامل وغيرها من المؤشرات. وعرفت شيئا واحدا فقط أن أداء التعليم في بلادنا يحتاج لمؤشرات واحدة تعدها هيئة تقويم التعليم بناءً على إستراتيجيات وأهداف الدولة من التعليم، ثم يكون دور وزارة التعليم كجهة تنفيذية الاستعداد لتقويم الهيئة بإجراءات تضمن تطبيقها وبالتالي تحقيق الدولة لأهدافها من التعليم. إن تعدد المؤشرات وتعدد الجهات التي تفرضها يشير لمواطن الضعف في التعليم السعودي وأهمه عدم الاتفاق فيما نهدف إليه وما ننتظره من مخرجات، وتدل دلالة قطعية على أن مؤسسات التعليم، الوزارة وهيئة تقويم التعليم، بينهما تضارب في المهام، وهذا التضارب قد يعني الهدر في الميزانيات والجهود.