كشف تحقيق بحثي مسرب لتحالف استخباراتي يضم خمس دول أن الصين أخفت عمدا أو دمرت أدلة تتعلق بتفشي فيروس كورونا المستجد، مما تسبب بوفاة عشرات الآلاف حول العالم. وتقول صحيفة Saturday Telegraph الأسترالية إنها حصلت على الملف المكون من 15 صفحة ويضم معلومات جمعت من قبل تحالف يعرف باسم العيون الخمسة، ويضم وكالات المخابرات في الولاياتالمتحدة وكندا والمملكة المتحدةوأستراليا ونيوزيلندا، ويصف الملف التكتم الصيني بأنه يرقى إلى أن يكون اعتداء على الشفافية الدولية. وتضيف الصحيفة أن الملف يحقق في الإنكار الأولي للصين بأن الفيروس يمكن أن ينتقل بين البشر، إضافة إلى إسكات أو اختفاء الأطباء الذين حاولوا التحدث، وتدمير الأدلة في المختبرات ورفض تقديم عينات حية للعلماء الدوليين الذين يعملون على لقاح، فيما يشير الملف على وجه التحديد، إلى أن الصين بدأت في مراقبة أخبار الفيروس على محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي اعتبارا من 31 ديسمبر، وكيف أنها قامت بحذف مصطلحات من قبيل إصدار جديد من سارس وسوق ووهان للمأكولات البحرية والتهاب رئوي غير معروف في ووهان. وبعد ثلاثة أيام، وبالتحديد في الثالث من يناير، يقول التقرير إن لجنة الصحة الوطنية الصينية أمرت بنقل عينات الفيروس، إما إلى مرافق اختبار محددة أو إتلافها، بينما أصدرت في نفس الوقت "أمر عدم نشر" يتعلق بالمرض. توقف إصدار التحديثات ويتضمن تقرير الصحيفة الأسترالية جدولا زمنيا للتشويش الصيني، ففي الخامس من يناير على سبيل المثال يشير إلى أن لجنة الصحة المحلية في ووهان توقفت عن إصدار تحديثات يومية عن عدد الحالات الجديدة ولم تستأنفها لمدة 13 يوما، في حين قال وانغ جوانغا اختصاصي الجهاز التنفسي في مستشفى جامعة بكين الذي كان يحقق في تفشي المرض في 10 يناير إن الفيروس "تحت السيطرة" وهناك حالات خفيفة فقط. وفي 12 يناير، تم إغلاق مختبر أحد الأساتذة في شنغهاي بعد أن تبادل بيانات حول التسلسل الجيني للفيروس مع جهات خارج الصين، وفي 24 يناير، منع المسؤولون الصينيون معهد ووهان لعلم الفيروسات من مشاركة عينات الفيروس مع مختبر في جامعة تكساس. وتقول الصحيفة إن الأمر الأكثر مدعاة للقلق يتعلق بنفي السلطات الصينية إمكانية انتشار الفيروس بين البشر حتى 20 يناير، "على الرغم من وجود أدلة على انتقاله بين البشر منذ أوائل ديسمبر." ولم يستثن الملف منظمة الصحة العالمية من الانتقاد، حيث أشار إلى أنها سارت خلف الرواية الصينية بشأن انتقال الفيروس من شخص لآخر على الرغم من أن المسؤولين في تايوان أثاروا مخاوف في وقت مبكر بشأن الانتقال، وبالتحديد في 31 ديسمبر، كما فعل الخبراء في هونغ كونغ ذات الشيء في الرابع من يناير". يشار إلى أن حساب تويتر الرسمي لمنظمة الصحة العالمية لا يزال يحتوي على تغريدة نشرت في 14 يناير تقول إنه "لم تجد التحقيقات الأولية التي أجرتها السلطات الصينية أي دليل واضح على انتقال كورونا من إنسان إلى إنسان". ضغط صيني يشير الملف أيضا إلى أنه طوال شهر فبراير ضغطت الصين على الولاياتالمتحدة وإيطاليا والهند وأستراليا ودول مجاورة في جنوب شرق آسيا ودول أخرى، من أجل عدم وضع قيود سفر، على الرغم من فرض بكين قيودا صارمة على مواطنيها للبقاء في منازلهم "، في الوقت الذي غادر فيه ملايين الناس ووهان بعد تفشي المرض وقبل أن تغلق بكينالمدينة في 23 يناير". ويتابع الملف أن الصين "ضغطت على الاتحاد الأوروبي من أجل عدم الإشارة إلى التضليل الصيني في تقرير أعده دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي بشأن الوباء"، مشيراً إلى أن " الصين هددت بقطع علاقاتها التجارية مع أستراليا بعد دعوتها إلى إجراء تحقيق مستقل في الوباء، كما أنه تعاملت بغضب مع دعوات الولاياتالمتحدة للصين بالشفافية فيما يتعلق بالفيروس". وذكرت الصحيفة أيضا أن شخصيات بارزة في معهد ووهان للفيروسات عملت سابقا أو تدربت في مختبرات الحكومة الأسترالية، حيث أجروا أبحاثا حول مسببات الأمراض في الخفافيش الحية كجزء من شراكة مستمرة مع الأكاديمية الصينية للعلوم. ووفقا للملف المسرب، فقد تضمن عمل الفريق في معمل ووهان اكتشاف عينات من فيروسات التاجية داخل كهف في مقاطعة يونان، وانشاء فيروس تاجي مشتق من الخفافيش لا يمكن علاجه.