خير خلف لخير سلف، كان هذا هو لسان حال آلاف المواطنين الذين توجهوا على مدى يومين متتاليين لقصر الحكم بالعاصمة الرياض، حاملين في قلوبهم وعقولهم آيات الحب والولاء والطاعة، لمبايعة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز. العاصمة الرياض، أبت إلا أن تحتفي بأميرها السابق، الذي تربطها به مكانة خاصة، فعلى مدى خمسة عقود كان المكان والزمان شاهدين على لوحة من العشق، رسمها أهالي الرياض لأميرهم الإنسان، فجاءت الأعلام الخضراء التي اكتست بها عدد من شوارع العاصمة أمس، حاملة في صدرها راية التوحيد، لتكمل مشهد البيعة، عاكسة بذلك عادة إسلامية درجت منذ صدر الإسلام، وحافظت المملكة العربية السعودية على تأصيلها، ممثلة في مبايعة ولي الأمر ومن ينوب عنه في إطار من اللحمة الوطنية بين القيادة والشعب. وهكذا، رفرفت الأعلام الخضراء، وأنيرت اللافتات على الطرق، يحمل بياضها صورة المليك وولي عهده الأمين، مذيلة بعبارة "وتتجدد مسيرة الوطن"، وكأن الرياض بهذا المشهد تروي للجميع حكايتها مع أميرها المحبوب، كيف لا، وهو الذي عرف أهاليها، وعرفوه حق المعرفة، ونسج تاريخها على مدى 50 عاما، تحولت فيها العلاقة من حاكم ومحكوم، إلى أسرة كبيرة، عميدها سلمان بن عبدالعزيز. وفي حين اختارت الرياض اللون الأخضر، لتزين به سطور رواية كتبها سلمان، اختارها ولي العهد كذلك، لتكون منصة يطلق منها عبارات الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على الثقة الملكية بتعيينه وليا للعهد نائبا لرئيس مجلس الوزراء وزيرا للدفاع، وكأنه بذلك يكتب سطورا جديدة في التاريخ، الذي لطالما كان أقرب الصفحات لقلب سلمان، وليعيد بذلك الرياض إلى مضمار البناء، فها هي مرة أخرى، تكون شاهدا جديدا على سلاسة اتخاذ القرار، وعلى التماسك واللحمة، في سدة الحكم، وكانت الأعلام الخفاقة بما تحملها من شهادة "لا إله إلا الله"، وسيف الأمن والأمان، ولونها الأخضر رمزا بليغا لرواية سلمان والرياض، التي بدأت فصلا جديدا من فصولها، ترويه الأجيال القادمة.