رياضة العصر في ممشى مطار أبها -مثلًا- ما زالت عادةً للكثيرين إلى الآن مثل كوب الشاي!، واجتماع العوائل بعد صلاة العشاء في عفيف أمر لا يختلف عن الأيام السابقة بشيء!، وما زالت «طلعات البر» تغطي أراضي صحراء النفوذ مع «شبات الضو» البرتقالية، بل زادت حيوية ونشاط التكتلات العائلية في تبوك، ونشطت رياضة التسلق في جبال رجال ألمع، وكأنه ليس هناك «كورونا»!!. الأسواق تعج بأعداد ضخمة -في المدن التي لم يمنع بها التجول كُليًا بعد- من السابعة صباحًا حتى الثانية والنصف بعد الظهر!، والمشكلة أن كثيرًا منهم لا يأتي للسوق ليشتري بل «يتمشى»!، وليته كان بمفرده، بل تجده مصطحبًا أطفالًا ما زالوا رضعًا في عرباتهم «المتمشية»!. «ولا يفوتك»، كبير السن الذي جاوز السبعين عاما ما زال يصطحب ابنه «البار» الذي لم يكن بهذه الرحلة الترويحية كما يرون بارًا بل كان في رأيي «قاتلًا»! ما زال يصطحب هذا الشيخ ليطلعه على المتسوقين، ويقول له: «شف بالله المجانين كيف متزاحمين» وكأنه هو «اللي طالع منها»!. الدولة أعزها الله تركت المنع جزئيًا ليقضي الناس حاجاتهم «الضرورية»، وليذهب شخص واحد لقضاء حاجة أهله، وليكن شخصًا لا يحمل عوامل خطورة «كبر سن، سكر، ضغط، أمراض قلب، إلخ»، لكن المشكلة أن الواقع ظهر بغير ذلك، فتجد العائلة «كلها» بعجوزها وطفلها ومريضها تتجول بين المجمعات التجارية ، وكأن الأمر لا يعنيهم!، وكأن الوباء إن استشرى بأفعالهم اللامسؤولة لن يطولهم، كل منهم يقول: «أنا مارح يجيني كورونا» من منطلق نفسي ضعيف مبني على «لا شيء»!. في رأيي، أنه عندما يتعامل الناس مع الرخصة الكريمة من الدولة بهذا الشكل اللامسؤول، فإن المنع الكلي العام لجميع مدن المملكة هو العلاج الناجح والنجاة للوصول إلى الصفرية في عداد حالات كورونا التي تتزايد يومًا بعد يوم، ولنحافظ على المنحنى الإحصائي من ألا يتجه بقوة باتجاه مجال «الصادات» أو «y»؛ لأن هذه المنحنيات لا تعرف نزهة ولا استجماما، فعدو نجاحها الأوحد هو الاختلاط الاجتماعي وعامل نجاحها الوحيد هو الحظر والحجر المنزلي، لماذا؟! تعال معي: لو أصيب شخص يبلغ من العمر 40 عامًا، وبقي في بيته «حجر منزلي» لمدة 14 يومًا، وحتى لو نقل العدوى لعائلته وبقوا كذلك ولم يخرج أحد منهم، فإنها كالنار التي اشتعلت في هذا المنزل وخمدت دون أن تطال أحدا آخر، لكن ماذا سيحدث لو خرج هذا المصاب ومرّ ببائع البقالة - الذي يمر به يوميًا المئات - ثم ذهب للكوفي - ثم قابل عائلة «آل فلان» وتجاذبوا أحاديث السمر في جو «كوروني» خفي!، فكم شخصًا أخذ العدوى من هذا ، وكم أيضًا عائلة ستنقل لها العدوى عائلة «آل فلان»؟!. وأختم بحرقة قائلًا: إن المنع الكلي لجميع مناطق المملكة مطلب أراه ضروريًا ملحًا، فإن طُبق فعلاً، فإني أرى في وجهة نظري، لن نحتاج أكثر من 4 أشهر من الآن للتخلص الكامل من هذه الجائحة.