عاش مع النغم منذ بداية حياته، كان يستهويه الغناء والطرب. بدأ أولى محاولاته في العزف وهو طفل صغير، حيث ابتكر طريقة بالنفخ في فتحات «ماسورة» المرجيحة، بحيث يخرج صوتا يشابه صوت الناي. أزعج الجيران بهذا الصوت كل صباح، فأدخله أهله «الكُتّاب» لتعلم القرآن، في المسجد النبوي، وهناك أخذ يحفظ القرآن الكريم، ويتلقى الدروس الدينية على يد الشيخ محمد مهدي التبر. بزوغ الموهبة بدأت موهبة طلال سلامة تتشكل وتعلن الظهور خلال تلاوة القرآن في الإذاعة المدرسية كل صباح، وفي الحفلات المدرسية، بينما في الحارة كان يشارك رفاقه الغناء الينبعاوي برفقة آلة السمسمية. المذيع فاروق كابلي، أول من اكتشف صوته في إذاعة المدرسة، حين أعطاه الفرصة لتلاوة القرآن الكريم، وعلّمه أصول الأداء الإذاعي. أما مسؤول النشاط المدرسي إبراهيم بخيت هو من اكتشف موهبته في الغناء. في الصف الخامس الابتدائي غنّى الأناشيد دون موسيقى، ففي حفلات المدرسة ردد «ملكنا خالد باني نهضتنا». تأثير الينبعاوي تأثر مبكرا وهو في سن ال10 سنوات بأغاني أم كلثوم، وناظم الغزالي، إذ كان شقيقه الأكبر «محمد» يستمع إليهما دائما، إضافة إلى حضوره المستمر لحفلات الأعراس في المنطقة وسماعه الغناء بكل ألوانه. كان يستهويه اللون الينبعاوي، يطرب لعمالقته من أمثال حمدي بطيش وعلي الرويسي، كما حضر مناسبات بالمدينةالمنورة كان نجومها طلال مداح ومحمد عبده، وغيرهما. صداقة النوتة عام 1979، انتقل إلى مدينة جدة، فكانت فرصة لأن يرى عمالقة الطرب الذين تربطهم صداقة بوالده، يترددون عليه في المنزل، ومنهم طلال مداح وسراج عمر ومحمد عبده وفوزي محسون، وغيرهم. يستمع إلى أعمالهم ويتابع جلساتهم بشغف. في حفل زفاف الملحن سراج عمر، رافق والده فحالفه الحظ برؤية ولقاء كثير من الشخصيات الفنية، منهم الأمير بدر بن عبدالمحسن، والفنان على عبدالكريم الذي كان معجبا بأغنية جديدة له، وطلب منه أن يغنيها، وهي أغنية «يا سلام عليك» من ألحان سراج عمر، فاعتذر له علي بحكم أنه لم يُجرِ بروفات عليها مع الفرقة، إضافة إلى أنها جديدة لم تكتب لها «نوتة» موسيقية بعد. لفتت كلمة «نوتة» طلالا، وأخذ يستفسر عنها وعن كلمة «بروفات»، ومن هنا نشأت بينهما صداقة. تأهيل علمي أخذ علي عبدالكريم بيده في بداية مشواره، عرّفه على الموسيقار غازي علي الذي سمعه في إحدى الجلسات، فأشاد وأثنى على موهبته. بدأ يصقل موهبته، ويتأهل علميا، يأخذ دروسا موسيقية على يد غازي علي، يتعلم «الصولفيج» و«الفوكاليز» و«الغناء القديم»، فَتح مسامعه،عرفه على عظماء الفنانين والملحين العرب، مثل رياض السنباطي وهو أستاذ غازي علي بمعهد الكونسرفتوار بالقاهرة، وأغاني عبدالوهاب وأم كلثوم ونجاة الصغيرة، وفتح له أفقا على الطرب القديم «أبو العلا محمد» و«سيد درويش» ليلقي به معرفيا في فناءات الموسيقى الجميلة. موقف فوزي محسون بدأ الفتي يشبّ، ومدينة الفن جدة تصوغ وجدانه وتشكل إمكاناته، أرسله والده إلى منزل الفنان فوزي محسون، ليسلمه بطاقة دعوة لحضور زفاف شقيقته. سأله فوزي عمن يكون، ولما عرف أنه طلال، ابن حسن سلامة، دعاه إلى الدخول للمنزل، ثم طلب منه الغناء، ذاكرا له أن والده أخبره أنه يجيد أداء المجس الحجازي. سلّمه العود، وهو يشير إلى زاوية المجلس، قائلا: هنا يجلس محمد عبده يقول المجسات. بدأ طلال يستعدّ أمام المايكرفون، وقبل أن يبدأ قال له فوزي: انتظر. ذهب وأحضر إناءً كبيراً به ماء بارد، وقال: يا ولد، إن لم تغنّ بشكل جيد سأسكب عليك هذا الماء البارد دفعة واحدة. بدأ طلال الغناء بخوف وقلق، وكان من العادي أن يغمض عينيه حين يغني، وبعد أن انتهى من المجسّ، تذكر إناء الماء، يقول: فتحت عينيّ ببطء، مترقبا ما سيحدث، ففوجئت بفوزي ممسكا بالإناء، يصب الماء على رأسه من شدّة الطرب والتأثر. الكرة وبداية الشهرة في ليلة من ليالي 1984، وفي الإنتركونتنينتال بالرياض، كانت مناسبة زواج المستشار عبدالله المحيسن، غاب المطرب الرئيس، فأعطيت له فرصة للغناء بدلا منه، وعلى وجه السرعة حفظ أغنية «جانا الهنا واقبل علينا بدارنا»، ليغنيها، إلى جانب أغنية «ليلة خميس» لمحمد عبده، لحن عمر كدرس التي كانت حققت أصداء واسعة وقتها، وعند وصوله إلى مقطع «يا قمرا يا نجوم اشهدي» دخل طلال بموال لفت انتباه جميع الحضور، الذين كان من بينهم الرئيس العام لرعاية الشباب حينها الأمير فيصل بن فهد، الذي وجّه بعد الحفل، بأن يجهز طلال «الطالب بالصف الثالث متوسط» أغنية للمنتخب السعودي. كلفت رعاية الشباب الشاعر محمد صالح نوار بكتابة الكلمات، ومحمد شفيق بتلحينها، فكانت «الله الله يا منتخبنا.. إن شاء الله تحقق أملنا». ظهرت الأغنية مرافقة لأول تفوق قاري للمنتخب بتأهله لأولمبياد لوس أنجلوس عن قارة آسيا، نجحت نجاحا باهرا، وكانت تعرف الجمهور السعودي على الفنان طلال سلامة، وكان ظهوره الأول تلفزيونيا مع جاسم العثمان في برنامج «تحت الأضواء»، بحضور غالب لاعبي المنتخب السعودي. أول ألبوم كانت لدى صديقه الملحن وعازف الكمان محمد أمين أغنية من ألحانه وكلمات الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن سعود، بعنوان «لاعبي شعرك»، اتفقا على إصدار «ألبوم» أطلق عليه اسم «حسافة»، من إنتاج شركة روتانا، ونُفذ في القاهرة عام 1985، حيث كانت أول زيارة لطلال للقاهرة. ضم الألبوم 5 أغنيات، منها أغنية لمحمد صالح نوار الذي اقترح عليه تلحينها بلون «السامري» رغم أن كلمات الأغنية لا تناسب اللون السامري، وفعلا لحنها طلال بتلك الطريقة، وكانت النتيجة فشل الأغنية. كما ضم الألبوم 3 أغنيات للشاعر القطري خالد الملاوهي «لو طال الزمن»، و«حسافة»، و«سراب». ثناء الفيصل من الأغاني التي يعتز بها طلال ولاقت نجاحا كبيرا عام 1994 «في سحابة على متن التمني.. شفت عمري خيالٍ في سحابة»، كلمات الأمير خالد الفيصل، الذي طلب مهلة يومين لسماعه، وبعد ذلك اتصل به وأثنى على صوته، وقال له «سوف يصلك التنازل»، ولحن عدنان خوج الأغنية وصدرت في ألبوم 1994، أنتجته شركة «الخيول» وحمل 8 أغانٍ منها «لها ساري» لحن عبدالرب إدريس، و«وما ترك غرامك» لحن طلال باغر. حقق له الألبوم انتشارا خليجيا، أما انتشاره عربيا فحققته أغنية «رضا والله وراضيناك» عام 1999. لقاء مكاوي في «أستوديو 46» بمبنى الإذاعة والتلفزيون المصري، كان يسجل أغنية وطنية، وهناك تعرف على الفنان سيد مكاوي، وبعد خروجهم من الأستوديو برفقة محمد نوار، اصطحبوه إلى المنزل، وهناك اتفق معه على الغناء من ألحانه، لكن القدر لم يمهله، فتُوفي مكاوي قبل إتمام اللحن. ومثل طلال السعودية في أوبريت عن التضامن العربي مع مجموعة من الفنانين العرب. طلال حسن محمد حسن سلامة - مواليد المدينةالمنورة 1986 - نشأ في طيبة الطيبة - انتقل إلى جدة وهو في سن ال15 تكريمات - كُرم في «مهرجان السينما الأول» بالبحرين - كُرم في قطر عام 2008 «مهرجان رواد الغناء» - كُرم محليّا وشارك في كثير من المهرجانات والأوبريتات