في الوقت الذي تعمل وزارة التعليم جاهدة لاستمرار العملية التعليمية في المملكة من خلال التعليم والتواصل إلكترونيا، يبدو أن لا خيار أمام أكثر من 4000 طالب وطالبة يعيشون في نحو 200 قرية وهجرة تتبع 6 مراكز إدارية في تهامة قحطان جنوبعسير، إلا الاستعانة بالكتاب المدرسي فقط لغياب شبكات الإنترنت، مما يحرمهم التعليم عن بعد. ضعف الشبكات بين نائب قبيلة آل مفتاح علي مبجر بن ثلبة أن تهامة قحطان تضم العديد من المراكز والقرى والهجر، وكلها تعاني غيابا أو ضعفا شديدا في شبكات الاتصال، خصوصا الإنترنت مما يشكل عائقا وتحديا كبيرا أمام الطلاب وأسرهم لمتابعة المواقع الإلكترونية التابعة لوزارة التعليم، والتي من خلالها يتم الشرح وإسناد الدروس للطلاب والتفاعل معهم. كيف نتعلم «الوطن» التقت عددا من طلاب تلك القرى والهجر، منهم الطلاب: ياسر عوض حامد من قرية الصوح، وعبدالعزيز فرحان التليدي من مركز كحلا، ومسفر حسين موثل من قرية البقعة التابعين لمركز الغايل، وعلي يحيى محمد من قرية الفائجة التابعة لمركز الفرشة، وأجمعوا في حديثهم على ضعف الإنترنت لديهم، وعدم قدرتهم على الدخول إلكترونيا على المواقع والقنوات المخصصة من وزارة التعليم، لافتين إلى أنهم اضطروا للاستعانة بكتبهم الدراسية خلال فترة غيابهم عن المدرسة كعلاج لضعف شبكات الإنترنت في مراكزهم وقراهم. دخل محدود رغم الضعف التقني وغياب شبكات الإنترنت لطلاب تلك القرى، يؤكد رصد ميداني ل«الوطن» أن غالبية الأسر بتلك القرى والهجر من ذوي الدخل المحدود، ولدى بعضهم العديد من الأبناء بمختلف المراحل الدراسية، وقد يعجز رب الأسرة عن توفير أجهزة كمبيوتر وأجهزة استقبال، إضافة إلى أجهزة لتقوية الشبكات وغيرها، حيث إن غالبية تلك الأسر تعيش حياتها اليومية معتمدة على ما يردها من الضمان الاجتماعي فقط. غياب كلي أكد ل«الوطن» ولي الأمر فايع محمد آل النعير من سكان قرية البقعة، أنهم يعيشون والقرى المجاورة لهم في عزلة وانقطاع تام لشبكات الاتصال والإنترنت، لافتا إلى أن السكان يحملون هواتف وأجهزة «مودم» لخدمة الإنترنت، ولكنها صامتة لغياب الخدمة، وإن توفرت بلحظة كانت مخجلة وضعيفة جدا ولا يمكن الاستعانة بها في التصفح والتحميل وغيرها من الخطوات التي يحتاجها الطالب للدراسة إلكترونيا. فيما أوضح رجل الأعمال محمد جبران من سكان مركز الغايل، أنه بالرغم الامتداد الجغرافي لتهامة قحطان جنوبعسير، والتي تضم العديد من المراكز والقرى والهجر، إلا أنها تعاني ضعف شبكات الاتصالات، مما يعيق العملية التعليمية في الظروف الحالية، والتي تعتمد كليا على التواصل والتعليم عن بعد. البحث عن شبكة أوضح ولي الأمر عمير متعب القحطاني من سكان قرية الأصواح، أن أولاده يدرسون في مراحل مختلفة، ويضطر إلى أخذ أبنائه في مركبته «الوانيت» إلى محافظة أخرى بعيدة عن منزله، تتوافر فيها شبكة إنترنت أحيانا لا تكون جيدة، ويمكث وأبناؤه ساعات على أمل أن يحظوا بالدخول لمواقع التعليم الإلكترونية ليستفيدوا منها، ثم يعود بهم لمنزلهم. وأضاف أنه لا يستطيع حث أبنائه على الدراسة كونه يعلم أن تعليمهم يتطلب أجهزة إلكترونية وشبكة إنترنت قوية، فيضطر إلى تحفيزهم للعودة إلى الكتاب المدرسي، والاستفادة منه كحل مؤقت. تهامة قحطان 30 ألف نسمة عدد سكانها تقع جنوب منطقة عسير على الشريط الحدودي مع اليمن 4 آلاف طالب بالقرى والهجر غالبية الأسر من ذوي الدخل المحدود 119 مدرسة بنين وبنات 8300 طالب و طالبة التعليم فيها يتبع لإدارتي تعليم ظهران الجنوب وسراة عبيدة 5 آلاف أسرة 6 مراكز إدارية