يعتقد البعض أن مفهوم استغلال الفرص يعني استغلال كل فرصة مواتية أمامه دون مراعاة ماهية ظروفها وأحوالها، وما هي النتائج العائدة عليه من خلافها. يتعمد بعض الأفراد استغلال الوضع هذه الأيام، وما نعيشه من استتباب في البيوت لسلامتنا، واعتزال الخروج من المنزل مع حظر التجول الصادر من الحكومة بسبب الجائحة العالمية وباء «Covid-19». هذه الجماعة بلا وطنية، يستغلون الوضع الحالي بالتسلق من خلاله، وجمع أكبر عدد من المتابعين بحثاً عن الشهرة بالخروج عن أوامر الحكومة، وتحدي قراراتها والتباهي بتصوير فيديوهات ومقاطع، تخالف فيه حظر التجول إلى أن نتجاوز هذه الأزمة، عبر حساباتها على مواقع التواصل بلا أدنى خوف أو خجل، أو حتى احترام لمساعي هذا الوطن ورجاله من أجل حمايتهم وأهاليهم وكل أفراد المجتمع من هذا الفايروس. الهدف الذي يسعون له من هذه السلوكيات هو الوصول لعدد أكبر من المتابعين، والشهرة في كل مواقع التواصل، ثم بعد ذلك عمل الدعايات المدفوعة والإعلانات وكسب المبالغ الطائلة منها، وثمنها مجرد إيقاف من النيابة العامة، وكتابة تعهد بعدم التكرار والخروج منها، لتتكالب عليهم بعد ذلك الشركات والمؤسسات لعمل إعلانات لها. سبق أن تحدثت في مقال عن موضوع المشاهير والإعلانات بعنوان «الرازق من السماء والحاسد من الأرض»، وأن معظم المشاهير وأصحاب المحتوى لديهم موهبة أو علم هما ميزتهما وسبب شهرتهما، مع الدعم وزيادة نشاطهم في تخصصاتهم، وأنهم يستحقون هذه الشهرة مقابل ما يقدمونه، أما مشاهير «الفلس» بلا محتوى أو فائدة، استراحات وضحكات، هم مجرد فقاعة والزمن كفيل بهم. قبل أيام خرجت إحداهن في أحد مواقع التواصل الاجتماعي متحدية نظام حظر التجول قائلة: «والله لو تحطون الغرامة مليون حنا يا أهل حائل أهل قيلة وأهل طلعة وأهل فلة ما نقدر نقعد في البيت»، كلامها هذا دليل على عدم مبالاتها، ضاربة بقرار الحكومة عرض الحائط. هذه العينة ليست وحدها، رأينا غيرها من المتحذلقين. ومن أجل الحد من هذه الظاهرة، لا بد من إجراءات توضح جرم فعائلهم، أولاً: منعهم من الظهور في وسائل التواصل لمدة سنة أو أكثر بحسب ما ارتكبوه من جرم، كذلك تغريم أي مؤسسة أو جهة تتعاقد معهم للإعلان أو الدعاية. هذه الفترة ليست مرحلة بحث عن الشهرة بالخروج عن الأوامر، وكسر الأنظمة والتعليمات، وتجاوز أوامر الحكومة، بل هي مرحلة تقديم الواجب الوطني، بالدفاع عن بلادنا بالوعي والالتزام والحرص والتعاون مع الجهات المختصة.