حسين علي الهملاني العالم لوحة كفية بين أيدينا... العالم تنتحب له قلوب شتى. وتذرف العيون الألم لمسافات أبعد من مكان الحزن.. أنا كجزء من مليارات البشر. معالم ألمي وحزني ونشوة فرحي وأهازيج طربي تتشابه مع كل البشر القابعين على كوكب أرض أراد الله لها الحياة إلى حيث يريد سبحانه. اليوم وكل يوم منذ إسقاطات البث الرقمي تجرني أطراف النظر لمشاهدات القتل والعنف. لا شيء يحزنني سوى أبرياء أشاهدهم أشلاء بلا روح اغتالتهم يد العبث بلا رحمة إنسان ولا عطف قلب أسكنه الله بين جنبات أجسادنا نحن معشر البشر. لا شيء يحزنني سوى موقف استشعر فيه أبناء لي أوجدهم الخالق في زمن يحاذي أعمار أولئك الأبرياء. صورة المشهد تلازمني بأن ذلك الابن الرضيع هو ابني وتلك الأم هي أمي وذلك الأب العاجز أن يردع قوة الطغيان هو أبي. إنها عولمة الألم نقلت لي ملامح أجساد أزهقت أرواحها البريئة سطوة جبروت عانق بخذلانه كل مساحات الكون. تلك طفلة أشبه ما تكون بابنتي رحلت روحها، وأناملها تتحسس لعبة بيضاء ظنا منها أن كل العالم يحمل لون تلك اللعبة وشوقا لمداعبة تلك البيضاء ظنا منها أن العالم يعيش غيرة من لعبتها البريئة. شاب شارف على السابعة عشرة تقودني تفاصيل ملامحه أنه ابني عاش حياته السابقة في كفاح الحصاد.. همه أن يزيح عناء أبيه وشقاء أمه ليكون درعا حصينا لما تبقى من حياتهما. إذا بي أراه مضجرا بدماء الغدر. كلهم رحلوا إلى جنة الخلد لا خوف يعتريني عليهم فهم شهداء إن شاء الله. ما بقي في نفسي حزن على أبنائي حينما أجد صورة أولئك الأبناء تشبه ملامحهم. اسأل الله القدير فهو المريد لكل شيء أن يكف جبروت كل ظالم بقبض روحه ليدرك أن للأبرياء أرواحا اغتالها كما يدندن بأن له حقا في الحياة. عذرا إن ذكرتكم بمشاهدات عالم الحزن كما شاهدتموه أنتم. إنما هي لحظة حزن وألم ليس بوسعي أن أزيح شيئا منها سوى الدعاء لتلك الأرواح الطاهرة.