إنه مقال الأمس «الأحد»، لرئيس التحرير الزميل الشجاع عثمان الصيني، إذ كتب بعنوان «لماذا نجحت وزارة الصحة إعلاميا؟»، فصدع بالحق الذي طالما كررناه. وفي هذا العمود اليومي، كتبت خلال الفترة الماضية كثيرا من المقالات عن هذا الموضوع، مثل «فساد القلم، رصد الفساد، الأداء غير مُرضٍ، أرض الواقع، الفسادان المستشريان، مصارحة المسؤول، مصداقية الإنجازات، أنواع التطبيل، الفساد الخُماسي، وزيران مختلفان». وكل ما نكتبه في سبيل مصلحة البلاد والعباد، لتحقيق الرؤية الوطنية 2030، التي فرحنا بها وعلّقنا عليها آمالنا، ولا نقبل بأي وزير أن يسرق أحلامنا بإعلام مضلل، فيظهر زبده بمجرد إزاحته عن كرسيه. فالإعلام مرآة للواقع الحقيقي، بلا تضليل عن الماضي ولا تخدير للمستقبل. وأداء وزارة الصحة اليوم نموذجٌ على ما نطالب به، فاخرج لنا لنسمعك ونشاهد إنجازاتك، لا ملايين الخزينة العامة التي صرفتها للدعاية والإعلان لتغطية فشلك، فتزيد عليها فسادك بهدر المال العام، الذي جاء من جيب الأرض النفطي، وجيوب الناس المنتظرين للإنجازات الحقيقية، لا التطبيل الفاسد. والمفارقة اليوم، هي أن ما تقوله وزارة الصحة نشاهد أضعافه في إنجازاتها، لأنها متفرغة لواجباتها، في حين أن وزارات أخرى تركت واجباتها وتفرغت للإعلام، وبمجرد النزول إلى الميدان لا نشاهد إلا حقيقة مرّة عن تقصير إداري وإنجازات هزيلة. ولا يصح إلا الصحيح، مهما صرفت الملايين العامة للتغطية على فشلك، وإشباع غرورك بمزيد من المطبلين.