بدأ العد التنازلي لانتهاء الفترة المحددة لتأنيث محلات العطور والتجميل، التي أقرتها وزارة العمل في العاشر من شعبان الجاري. وفي الوقت الذي أكملت فيه محلات عملية التأنيث، ما زالت محال أخرى في مرحلة التدريب لموظفاتها على العمل، مع تأكيد المحال على ضرورة مساهمة الرجل بجانب المرأة مؤقتا لكي تستطيع تولي الأمور بأكملها بعد تلقي الخبرة والتدريب العملي والميداني خلال أشهر معدودة. المدير التنفيذي لإحدى شركات التجميل والعطور بالدمام، علي جلال، أوضح في اتصال هاتفي مع "الوطن" أن الشركة بدأت في تدريب 50 موظفة على عمليات البيع والشراء وخدمة العملاء، استعدادا لإدارة المحل وتولي قسم المبيعات في الفروع ال 15 الموزعة في مدن المنطقة الشرقية عبر التعاقد مع مؤسسة تدريب لمدة شهر، وبعدها تتمكن الفتيات من الانخراط في سوق العمل والتدريب بشكل ميداني يؤهلهن للإلمام بطبيعة العمل وكيفية إدارة المحل وتسويق المنتجات. ورأى جلال أن وجود الرجل في المحل بجانب المرأة سيكون محددا بفترة زمنية معينة مرتبطة بمدى تجاوب الموظفات مع المرحلة الأولية للتدريب التي تحتاج إلى الصبر والوقت، وخاصة أن تجربة المرأة وخبرتها في هذا المجال ضعيفة، موضحا أن العمل بجانب الرجل سيخدم الموظفة لتتعلم كيفية التعامل مع الزبائن وتتعرف على منتجات الشركة، وهذا يتطلب وقتا ليس بقصير، مشيرا إلى أن 80% من المتقدمات للوظائف هن من حملة الثانوية العامة وتتراوح الرواتب التي يتقاضينها بين 3500-4500 ريال، فيما يسأل كثير من المتقدمات عن ساعات العمل ويشتكين من الدوام على فترتين، وهو ما يؤثر على عملهن بشكل سلبي. مسؤول المبيعات بإحدى شركات التجميل، مازن الخرجي، ذكر في تصريح ل"الوطن" أن شركته انتهت قبل أسبوعين من توظيف 35 فتاة في محال الشركة بعد تأهيلهن للعمل في قطاع العطور والتجميل. واعتبر الخرجي خطوة التأنيث التي بدأت بها وزارة العمل من أنجح الخطط، التي تساهم بشكل كبير في تقليص حجم البطالة النسائية، وخاصة أن الفتيات يعملن في مجال مناسب لهن ويمتلكن من القدرة والحماس الشيء الكثير للعمل في المبيعات، متوقعا ارتفاعها خلال الفترة المقبلة، مرجعا ذلك لقدرة الفتاة على تسويق المنتجات بشكل جيد وممتاز يؤثر إيجابا على تحصيل الشركة، كما أن الموظفة التي تنجح في استقطاب عدد كبير من الزبائن سترصد لها الشركة مكافأة خاصة وشهادة شكر وتقدير نظير تميزها في العمل من جانب وتشجيع زميلاتها للاقتداء بها من جانب آخر. وأضاف أن الشركة ترصد بشكل دوري عمل الموظفات وتقييم أدائهن وتأخذ ملاحظاتهن، محاولة قدر المستطاع تخطي العقبات، التي تمر بها الموظفة خلال العمل من أجل خلق بيئة منتجة، مما يحقق نجاح خطوة التأنيث. وأبدت إحدى الموظفات في محل "وجوه للتجميل والعطور" بالدمام ارتياحها بالعمل في قطاع وصفته على حد قولها بالنسائي المطلق. وذكرت روان سعيد في حديث ل"الوطن" أنها وزميلاتها يعملن في المحل منذ شهر، حيث تمكنّ من الإلمام بطبيعة العمل وبيع عدد كبير من المنتجات في ظل مساعدة أصحاب الخبرة من الرجال لهن، وخاصة أن المرأة السعودية تعمل في هذا المجال، مشيرة إلى أن الفتيات دون استثناء يأتين للعمل بكل حماس وتفاؤل، ومما يدل على ذلك إشادة مديري الفروع بعملهن وإعطاؤهن الفرصة والمجال لتدريب الموظفات الجديدات، الأمر الذي ينمي الثقة بالنفس ويجعلن حريصات على التطور وإتقان العمل.