أكد المستشار بإمارة منطقة الرياض الدكتور عناد العجرفي العتيبي أن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للأمير سلمان بن عبدالعزيز ولياً للعهد يعكس معرفة الملك برجاله الأمناء الصادقين والأقوياء، وأنه الرجل المناسب في المكان المناسب، مشيراً إلى إسهاماته الكبيرة في تطوير منطقة الرياض وجهوده في الأعمال الخيرية وبصماته الواضحة خلال الفترة القصيرة التي تولى فيها وزارة الدفاع. وأضاف العتيبي أن الأمير سلمان بن عبدالعزيز استفاد من تجربته اللصيقة مع ملوك المملكة، مشيراً إلى أن أكثر ما يلفت في شخصية الأمير سلمان هو حرصه على إقامة العدل ولا يرتاح له بال إلا بتحقيقه، فهو مسامح كريم في القضايا الفرعية ولكنه حازم وصارم ولا يقبل صفحاً ولا شفاعة فيما يتعلق بالدين وأمن الدولة وحقوق الناس ودمائهم وأعراضهم، فضلاً عن تمتعه بفكر ثاقب ورؤية نافذة يقرأ من خلالها الأحداث ويتعرف على مآلاتها بما حباه الله عز وجل من مخيلة لا تختزن فقط الأحداث اليومية بل تؤرشفها في ذاكرة ومعمل فكري سديد. وقال العجرفي إن الأمير سلمان بن عبدالعزيز اكتسب وشرب وتشرب بالعديد من الصفات من شخصية والده الملك عبدالعزيز، مثل قوة الإيمان والفراسة والذكاء والذاكرة المتقدة والبديهة السريعة وكل هذه الصفات تميّز شخصية القائد الذي يحسب نجاحاته بقدر خطواته، بمعنى أنه لا يخطو خطوة إلا ويتحسب موضعها ومستقرها. ويضيف أنه لمس طوال رحلته مع الأمير سلمان قبل أكثر من 30 عاماً تمتعه بالمرونة في إدارة العمل بالإمارة واستعداده الدائم لسماع وتقبل وجهات نظر الآخرين والتفاعل معهم فيما يرونه صحيحاً وقدرته على توظيف قدرات العاملين كل حسب ميوله وساحته الإبداعية، لخلق منظومة متكاملة من الموظفين الذين يتسابقون نحو الإنجاز تحقيقاً لمبدأ الانتماء للمؤسسية تيمناً بالقائد الذي يستمع إلى آرائهم ويشجعهم على الإبداع وشحذ الهمم من أجل وطن غال ونفيس. ويبين العجرفي أن الأمير سلمان يجيد القدرة على إقناع الآخرين والتأثير وتمييز الجوانب المضيئة لديهم وشحذها ويدرك فن بلوغ الغايات والأهداف العليا من خلال بناء جسر التواصل الفعّال المباشر بينه وبين موظفي الإمارة وإعطاء كل ذي حق حقه بقدر عطائه، وتجتمع في يديه عناصر القوة والقيادة المتمثلة في الصبر والسرعة والشجاعة في اتخاذ القرار الصائب في الوقت المناسب. وأردف "سموه يسأل عن ملفات مضت عليها سنوات بتاريخها ولون القلم الذي علق به عليها وموقع الصفحة، ملفات ربما محاها غبار السنين الطويلة وتصاريف الأيام، إلا أنها تبدو ناصعة البياض في ذاكرته"، مشيراً إلى أنه ترك بصمة واضحة في تطور منطقة الرياض والمحافظات التابعة لها والمراكز، وأنه أبدع في نقل ملامح المملكة إلى العالم من خلال معرض "المملكة بين الأمس واليوم" الذي كان من فكرته الشخصية. ويكشف عناد العجرفي جانباً آخر في شخصية الأمير سلمان بن عبدالعزيز يتمثل في تمسكه الصارم بوقت الدوام اليومي والمحافظة عليه وكان قدوة لجميع موظفي الإمارة الذين كانوا يحرصون على الحضور اليومي، مشيراً إلى أن سموه دأب على متابعة التقارير اليومية التي تقدم إليه وما يصله من مكتبه الخاص، ويستقبل جميع المعاملات ويوجه المسؤولين في الإمارة والمحافظات وفي الأجهزة الحكومية الأخرى كلا حسب اختصاصه بتنفيذها، ويحرص على متابعة القضايا المستجدة وإسداء التوجيهات واستقبال كل من له حاجة في سموه ويعزي ويزور المستشفيات بعد الظهر ويزور إخوته الكبار وأخواته بشكل مستمر. وفيما يتعلق بالعلم والثقافة، يقول الدكتور العجرفي إن الأمير سلمان متابع وقارئ من الدرجة الأولى يدهشك بشغفه العلمي ومعرفته وفهمه للأحداث، فهو يقرأ ويحلل ويرسم مآلات الأحداث اليومية المحلية والعالمية، وينهل من الدين والتاريخ والسياسة والاقتصاد والاجتماع، ويقرأ بنهم ويعقب على المقالات الصحفية ويرد على الكُتاب ويبدع في مجالات كثيرة منها الأدب والشعر ويتمتع بعلاقات مباشرة مع أجهزة الإعلام ورواد الثقافة والأدب والسياسية والدبلوماسية، كما يطلع على بعض ما يكتب على شبكة الإنترنت وما يطرح على ساحاته. ويتذكر مواقف عظيمة خلال مسيرته مع سمو الأمير سلمان حينما حل بالشعب الكويتي الشقيق العدوان والغزو الغاشم لدولتهم في أغسطس 1990 وأدى إلى تشريد آلاف الأسر وتشتتهم، إذ تحرك سموه عاجلاً وشكل لجنة برئاسته، وحدد ملعب الملز مقراً للجنة، ولكنه اكتشف أن اللجنة أطلقت على نفسها اسم لجنة استقبال النازحين، فلم يقبل هذا الاسم وقال إن الإخوة الكويتيين أهل بلد وليسوا نازحين فجرى تغيير اسم اللجنة إلى العناية بالإخوة الكويتيين، بل أمر بتسخير كافة الإمكانات لهم، وتابع "كنا نستضيف الأسر الكويتية في الفنادق والشقق المفروشة وعندما امتلأت فتح لهم الإسكان ثم المدارس بعد فرشها وتأثيثها".