تمكنت شركة أرامكو السعودية من تنفيذ أحد أكبر المشاريع التجريبية لاستخلاص غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزينه على مستوى منطقة الشرق الأوسط لتصبح واحدة من أنظف الصناعات النفطية على مستوى العالم، حيث عملت على حقن 800 ألف طن من غاز ثاني أكسيد الكربون خلال عام، وذلك في معمل العثمانية، ضمن خطة لاستخلاص ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من المرافق الصناعية الكبرى مثل محطات الطاقة الكهربائية، وتخزينه واحتجازه تحت الأرض بدلا من انبعاثه إلى الغلاف الجوي. صناعة نفطية نظيفة تسعى الشركة لتطوير أعمالها لتصبح واحدة من أنظف الصناعات النفطية على مستوى العالم، حيث استثمرت على مدى عقود في استرداد الغاز الطبيعي بدلا من هدره، وفي تطبيق التقنيات الفعّالة للحدّ من حرق الغاز في الشعلات وتحسين كفاءة استخدام الطاقة. وبحسب دراسة أجرتها جامعة ستانفورد في عام 2018 على الدول التي تنتج النفط على مستوى العالم، احتلت المملكة مرتبة متقدمة من حيث انخفاض الانبعاثات الكربونية من الصناعات النفطية. استثمار الانبعاثات عملت الشركة على الاستثمار في تقنية استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه بما يمكّنها من حقن ثاني أكسيد الكربون المستخلص في الأرض أو تحويله إلى منتجات صناعية مفيدة، حيث خصّصت نحو 30% من ميزانية البحوث والتطوير لأبحاث الاستدامة، كما تدعم مبادرات الاقتصاد القائم على تدوير الكربون، إذ إنها تساعد على تلبية الطلب العالمي على الطاقة مما يُسهم في تحقيق تنمية اقتصادية وبأقل قدر من الانبعاثات. وبما أنه يتعذّر على العالم تحقيق مستقبل منخفض للانبعاثات الكربونية باستخدام مصادر الطاقة المتجددة وحدها، فإن الاقتصاد القائم على تدوير الكربون يمثّل إطار عمل فعّال للحد من الانبعاثات أو إعادة تدويرها واستخدامها أو عزلها مما يُسهم في استعادة توازن دورة الكربون. خفض انبعاثات قطاع النقل لخفض انبعاثات قطاع النقل، تعمل الشركة على تطوير تركيبات وقود مبتكرة، وتقنيات محركات احتراق داخلي تتميّز بالكفاءة، حيث تعمل على تصميمات جديدة لمحركات الاحتراق الداخلي وتطوير تقنيات رائدة في قطاع النقل يمكن أن تحد كثيرا من الانبعاثات وتحسّن كفاءة استهلاك الوقود. كانت الشركة قد أطلقت في العام الماضي أول محطة في المملكة لتزويد السيارات التي تعمل بخلايا الوقود الهيدروجيني، كجزء من مشروع تجريبي لاختبار أثر البيئة المحلية على هذا النوع من التقنيات الجديدة. أنظمة لاسترداد غاز الشعلات تعمل الشركة أيضا على تطوير واستخدام تقنيات مبتكرة بدءا من شبكة الغاز الرئيسة وصولا إلى أنظمة استرداد غاز الشعلات سعيا لتحقيق الاستغناء التام عن الحرق الروتيني لهذا الغاز من أجل الحد من الانبعاثات، وأدّى إنشاء وتشغيل 15 محطة توليد مشترك عالية الكفاءة بطاقة إنتاج إجمالية تبلغ 5 جيجاواط إلى تجنّب انبعاث نحو 25 مليون طن متري من ثاني أكسيد الكربون سنويا، أي ما يعادل الانبعاثات الكربونية من أكثر من 5 ملايين سيارة تقريبا، كما أدّت الممارسات المتقدمة للشركة في مجال إدارة المكامن على مدى السنوات، بما في ذلك تطبيق تقنيات جديدة مثل التوجيه الجيولوجي لأعمال الحفر، والآبار المتفرعة التي يتم إنجازها باستخدام معدات ذكية، والغمر بالماء في جوانب الحقل، إلى خفض نسبة الماء في الإنتاج لكل برميل مما يقلل استهلاك الطاقة، وبالتالي الانبعاثات الكربونية من هذه العمليات، بالإضافة لاستخدام أسلوب التحفيز المؤيد بثاني أكسيد الكربون في مكامن الغاز للحد من مدة التدفّق العكسي، والتنظيف الفعّال وتوفير التكاليف، كما تعمل الشركة كذلك على تطوير تقنية مبتكرة لتجفيف المواد الخرسانية الجاهزة بثاني أكسيد الكربون بحيث يختزن هذا الغاز في الخرسانة بنسبة تصل إلى 20 % مع تحسين القوة الميكانيكية، وتقليل وقت الجفاف بشكل كبير.