عرضت شركة أرامكو المُشارِكة ضمن وفد المملكة في مؤتمر الأممالمتحدة لتغيُّر المناخ الذي ينعقد بدورته الثامنة عشرة في الدوحة أحد أهم أفكارها الإبداعية وهي عبارة عن سيارة تقوم باحتجاز انبعاثاتها من غاز ثاني أكسيد الكربون وتخزِّينها في اسطوانة ليتم تفريغها لاحقاً في المكان المخصص لذلك. والمشروع الذي انطلق في عام 2003 عندما باشرت مجموعة من المهندسين في أرامكو السعودية العمل على نظريات لتخفيف أثر انبعاث الكربون من السيارات، وبعد سنوات من الجُهد، توصَّل فريق البحث والتطوير في أرامكو إلى وضع تصوُّر واعدٍ وقابلٍ للتنفيذ بشأن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من محركات السيارات التقليدية، تلك السيارة التي ما زالت نموذجاً أولياً تحتجز بعضا من ثاني أكسيد الكربون المنبعث من العادم. أما النظام الذي يتميَّز بهذا الأداء فيتضمَّن ثلاثة عناصر هي وحدة لاحتجاز غاز الكربون عبر مواد قابلة لالتقاطه من مجرى العادم، ونظام ضغط وتخزين، ووحدة إعادة تدوير للحرارة التي تولِّدها المركبة لتشغيل نظام احتجاز الكربون الموجود على متنها، من دون الحاجة إلى أي إمداد إضافي أو خارجي بالطاقة، في هذه المرحلة يقوم هذا النموذج الأولي بالتقاط 10% من انبعاثات الغاز، لكن الهدف هو التوصُّل في المستقبل القريب إلى التقاط 60% من الانبعاثات مع الحصول على جهاز احتجاز أصغر من النموذج الحالي. ولن يكتمل نموذج السيارة الأولى هذا من دون إيجاد حل للتخلُّص من ثاني أكسيد الكربون المُخزَّن على متنها، وقد اقترح المهندسون بعض الوسائل للتخلُّص من الغاز المُلتَقَط، سوف يقوم سائق السيارة بتفريغ ثاني أكسيد الكربون عند تزويد سيارته بالوقود، ثم يتم استخدام مخزون الكربون لعدة أغراض منها الاستخلاص المُعزَّز للنفط وحبس انبعاث الغاز ولأغراض صناعية أخرى. وقال أحد الخبراء المتخصصين في أرامكو «المشروع يطرح تحديات، ونحن متفائلون حيال تنفيذه، إننا نسعى إلى إنتاج هذه التقنية بشكل واسع النطاق مما يُتيح للعموم استخدامها، سوف يكون لهذا النموذج الأولي مستقبل مشرق إذا توصَّلنا إلى إيجاد أساليب فعالة لاستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون وتحويله لاستعماله في ما بعد لأغراض مفيدة». وعرضت أرامكو مشروع آخر يتمثل في الاستخلاص المُعزَّز للنفط عبر حقن ثاني أكسيد الكربون، بشرحٍ من مهندس البترول أحمد العيدان من مركز البحوث المتقدمة في مبنى التنقيب وهندسة البترول في أرامكو، حيث قال «يهدف تحقيق الاستدامة على المدى البعيد، وُضِعت استراتيجية لالتقاط انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ذات الأثر على البشرية مثل الغازات المنبعثة من المنشآت الصناعية ثم حقنها في حقول النفط الناضبة». وأكد أنه يمكن لاستخدام غاز ثاني أكسيد الكربون أن يعود بفوائد كبرى في مجال الطاقة والاقتصاد والبيئة، وقد جرى الاستثمار بشكل كبير في تطوير تقنية احتجاز الكربون وتخزينه لتشمل استخدام الغاز المُلتَقَط. سيارة لاحتجاز انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون