يعرف كل من اقترب من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، مدى حرصه الشديد وملاحظاته الدقيقة حول كل ما يخص الصحافة والإعلام.. فرغم كثرة مسؤولياته وتعدد مشاغله، كان دوما يعير الصحافة اهتماما خاصا، فالنصائح التي أسداها قبل أشهر في حفل صحيفة "الرياض" كانت دقيقة وأبوية في حضور حشد كبير من أبناء المهنة، عندما قال: علاقتي مع الصحافة وثيقة فأنا ناقد ومؤيد عندما أرى شيئا أعتقد أنه يجب أن ينقد وإن اقتنعوا.. فهذا طيب ولله الحمد، كذلك سبق أن قلت إنني أقرأ في الغالب كل المقالات في الصحف التي لها صلة بعملي أو بالعمل العام وإن وجدت نقدا هادفا شكرت صاحبه لأنه يعطيني الحقيقة، وإن وجدت نقدا لم يتحرَ صاحبه الحقيقة وجدتها فرصة أن أصحح ما قال وهذا فيه فائدة. كما يتذكر كثير ممن حضروا حفل إطلاق برنامج الاحتفال بالرياض عاصمة للثقافة العربية قبل 11 عاما إصرار سموه على أن يتصافح مثقفان جرى بينهما سجال ثقافي قاس واتهامات نقدية على صفحات الصحف أمام الجميع . وقبل أقل من عام استقبل الأمير سلمان في مكتبه جميع الزملاء المحررين في مركز "الوطن" الإقليمي بالرياض وصافح الجميع، وحاورهم كما يليق بالأب الناصح الخبير، لاسيما أن الأغلبية كانت من الشباب الذين آمن دوما بقدرتهم على الحركة والتحرك في مهنة المتاعب والتعب، دقق في الأسماء والألقاب، ابتسم بأبوة ثم بادرهم "أنتم من مختلف مناطق المملكة"، "أسماؤكم تكشف ذلك"، وبعد ذلك شرع يحكي مواقف ارتبطت به وارتبط بها، وردوده على الكتاب وتوضيحاته للصحف، وبعد ساعة خرج الجميع مبهورين بالذاكرة الحديدية والملاحظات الدقيقة التي جاءت في صميم المهنة التي شغفوا بها، غير أن المتتبع يرصد للأمير سلمان بن عبدالعزيز دعمه الكبير للمهنة حين خصص حيا شمال مدينة الرياض للمؤسسات الصحفية، فضلا عن مواقفه الأبوية الإنسانية الكبيرة مع الصحفيين والكتاب السعوديين والعرب.