تقع قرية غيّة «آل الصليحي» في أحضان جبل تهوي من الجهة الجنوبية الشرقية بمركز خاط بمحافظة المجاردة، وتحيطها الصخور البركانية أو ما يسمى بالعامية «الصفي» من جميع الجهات، وتوجد بها مبان أثرية قديمة شيدت من الحجارة ومنقوشة الأبواب، إضافة إلى ما تحويه من المزارع والأشجار مثل السدر والحناء والقاع والأبراء وبعض أنواع الأشجار والنباتات التي كان يستفيد منها سكان القرية. ثالث موقع يقول سالم بن دبج شيخ قبيلة آل صميد بمحافظة المجاردة، إن قرية غيّة «آل الصليحي» هي ثالث موقع من مواقع قبيلة آل صميد تهامة التي هي «غيّة - الرهوة - الملحاء»، وكل موقع يتميز بمزاياه الخاصة. ويضيف ابن دبج، أن قرية غيّة استقر بها جد آل الصليحي، ويدعى «صليح» سكن الموقع ومعه ابناه محمد وصالح قبل الدولة السعودية الأولى، وبعدها أصبحوا عوائل وأسرا كبيرة تسمى كل منهما آل محمد وآل صالح، وهم يرجعون إلى آل الرهوة من آل صميد، فيما نزل آل غيّة من قمة الجبل إلى السهل في خاط لأملاكهم ومبانيهم ومزارعهم وآبارهم، وتركت غيّة الحالمة حتى وقت قريب دون أي اهتمام أو اكتشاف لهذه القرية لصعوبة الوصول إليها بأي وسيلة. أدوات حديثة يشير محمد بن دبج المغيدي، وهو من أحد سكان القرية، إلى أن الجهات المعنية بالإمارة أعطت قرية آل غيّة التراثية اهتماما فائقا، حيث أصبحت ضمن 10 مشاريع يتم التركيز على إنجازها في المنطقة حاليا. ويواصل المغيدي: وُجد في قرية غيّة جزء من حديد السجن الذي أهداه أمير منطقة عسير تركي بن أحمد السديري للشيخ ابن دبج واستلمه من إمارة النماص عام 1353، وعند افتتاح شرطة المجاردة في 1387 أهداه الشيخ للشرطة وبقي يستخدم حتى توفرت الأدوات الحديثة من كلبشات وغيرها، وسُمي الحديد على اسم ابن دبج وكان يستخدم بوضعه على الرقاب والأرجل وهو من الحديد الثقيل. رفع مساحي علي حنفان العمري عضو اللجنة الفرعية للتنمية السياحية بالمجاردة، قال إن أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال أثناء لقائه شباب المحافظة طرح معلومات كافية عن جبل تهوي وقرية غيّة تحديدا، بالإضافة إلى وادي الغيل والتعريف بمركز خاط وأجزاء من محافظة المجاردة، وكان دقيقا في السؤال عن كل جزئية في المحافظة. وأضاف حنفان أن أمير المنطقة شاهد قرية غيّة من المروحية وكنت مرافقا له، بالإضافة إلى محافظ المجاردة ووكيلها، وعندما شاهد الأمير تركي بن طلال القرية أعجب بها وتم توجيه مكتب البيئة لرفعها مساحيا وتم ذلك مباشرة، وتم إرسال مكتب هندسي لزيارة القرية وضمها للمشهد الحضري على مستوى محافظة المجاردة، إضافة إلى 3 مواقع أخرى هي قرية الخطوة والعين الحارة وشارع الفن، ولها الآن مشروع تطوير معتمد من إمارة المنطقة. وعن قرية غيّة وما تحويه قال حنفان إن القرية عمرها يتجاوز ال200 عام، وهي آية من آيات الخالق وصورة مبهرة لما كان عليه الآباء والأجداد، وأصبحت مهجورة منذ السبعينات الميلادية، وما زال في القرية نحو 35 منزلا بجانبهم جامع أثري قديم وعين وبرك ماء والمزارع تطوق المكان من كل الاتجاهات، وكان السكان قديما يصلون إلى غيّة سيرا على الأقدام، وكانت تنقلاتهم بوضع قبض من الجص على الصخور لحماية القدم من الانزلاق أثناء الانتقال من موقع لآخر، وكان أهالي غيّة يعتمدون في حياتهم اليومية على زراعة الحبوب بجميع أنواعها واللحوم من تربية المواشي التي تعتبر مصادر رئيسية لغذائهم. تضاريس وعرة قال متحدث محافظة المجاردة عبدالمجيد الشهري، إنه تم الوقوف على قرية غيّة من قبل المحافظ سعيد بن دلبوح ورئيس البلدية عايض المحجاني لبحث إمكانية الوصول إلى القرية التي تقبع فوق قمم صخرية بركانية مرتفعة وصعبة الوصول، مشيرا إلى أنه تم تسليط الضوء على هذه القرية إعلاميا، وإبرازها بأعمال وأفلام وثائقية، وتخصيص ليلة كاملة للحديث عن قرية غيّة ضمن فعاليات وبرامج مهرجان المجاردة الشتوي «شتانا غير». قرية غيّة تقع في أحضان جبل تهوي بمركز خاط تحيطها الصخور البركانية مبانيها أثرية شيدت من الحجارة يعود بناؤها لأكثر من 200 عام تحوي مزارع وأشجار السدر والحناء ثالث موقع من مواقع قبيلة آل صميد تهامة ضمت للمشهد الحضري بمحافظة المجاردة اعتمد مشروع تطوير معتمد من إمارة المنطقة