شهدت صناديق الاقتراع لجولة الإعادة للانتخابات الرئاسية المصرية إقبالا كبيرا حيث اصطف الناخبون في طوابير طويلة أمام اللجان الانتخابية. وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها في الثامنة صباح اليوم لاختيار أول رئيس بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك في ثورة شعبية فى 25 يناير العام الماضي. وشهدت اللجان الانتخابية داخل المدن في محافظة الأقصربجنوب مصر إقبالا كبيرا منذ الساعات الأولى وبخاصة لجان السيدات، فيما اقتصر الإقبال في الساعات الأولى بالقرى على كبار السن. وقال اللواء أحمد ضيف صقر مدير أمن الأقصر إنه جرى فرض طوق أمنى حول مقار اللجان الانتخابية بالقرى وحظر اصطفاف السيارات أمامها فيما انتشرت قوات الجيش والشرطة بكثافة أمام وحول مقار اللجان الانتخابية وشوهدت طائرات تحلق على مسافات قريبة فوق مقار اللجان وحولها. وأشار صقر إلى وجود خطة أمنية محكمة للسيطرة على أي أحداث طارئة، ووجود خدمات ثابتة ومتحركة لمتابعة الحالة الأمنية بكافة قرى ومدن المحافظة لافتا إلى أنه تم اتخاذ كافة الإجراءات الكفيلة بتأمين سير العملية الانتخابية من قبل قوات الجيش والشرطة، مشيرا إلى أنه سيتم التصدي لأي خروج على القانون بكل شدة وحسم. وفي محافظة قنا فتحت اللجان أبوابها في المراكز والقرى في مواعيدها وسط إقبال غير مسبوق وسط إجراءات أمنية مشددة. وحسب شهود عيان لوكالة الأنباء الألمانية، لوحظ توافد أعداد كبيرة من النساء على مراكز الاقتراع في قرى قنا في مشهد غير مألوف على هذه المحافظة التي تقع في جنوبالقاهرة، وتسير العملية الانتخابية بشكل يسير ولم يحدث أي شيء يعكر صفو العملية الانتخابية. وتجرى جولة الإعادة بين المرشحين محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين وأحمد شفيق أخر رئيس وزراء في عهد مبارك. وكان مرسي وشفيق قد حصلا على أكبر عدد من أصوات الناخبين في الجولة الأولى للانتخابات التي أجريت يومي 23 و24 مايو الماضي وضمت 13 مرشحا حيث حصل مرسي على المركز الأول تلاه شفيق في المركز الثاني. ويحق لأكثر من 50 مليون ناخب مصري مسجل في 27 محافظة الإدلاء بأصواتهم اليوم السبت وغدا الأحد في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية. ومن المقرر أن يتم فرز أصوات الناخبين داخل لجان الاقتراع الفرعية بمعرفة القضاة وأمناء اللجان في ختام اليوم الثاني للاقتراع غدا بعد غلق باب التصويت في الانتخابات وذلك بحضور من جانب ممثلي منظمات المجتمع المدني ومندوبي الصحافة ووسائل الإعلام ومندوبي المرشحين. وتنتهي عملية التصويت بجولة الإعادة مساء غد الأحد ليبدأ الفرز فورا باللجان الفرعية،على أن ينتهي رسميا يوم الاثنين 18 يونيو وتسلم النتائج للجان العامة،فيما تتلقى اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة الطعون على نتائج اللجان العامة يوم الثلاثاء المقبل ليتم إعلان النتيجة النهائية بعد الفصل في الطعون يوم الخميس، ويتم إخطار الفائز بمنصب الرئيس. ويشعر مصريون كثيرون صدمهم حكم صدر يوم الخميس من المحكمة الدستورية العليا بحل مجلس الشعب بأن العسكريين الذين يديرون قسما واسعا من اقتصاد البلاد والذين نحوا قائدهم الأعلى مبارك تحت ضغط الاحتجاجات الشعبية العام الماضي لن يتركوا الحكم للمدنيين. ويبدو أن حكم المحكمة الدستورية العليا أعطى الإخوان بعض التعاطف. وقال أحمد عطية (35 عاما) وهو فني في مجال تكنولوجيا المعلومات في حي الزمالك الراقي بالقاهرة "كنت سأنتخب شفيق لكن بعد حل البرلمان غيرت رأيي وسأنتخب مرسي. لم يعد هناك خوف من أن يهيمن الإسلاميون على كل شيء". وأمام لجنة انتخاب بحي شبرا مصر في القاهرة قالت فاطمة التي تعمل مهندسة "انتخبت مرسي لكي تكون الدولة مدنية وليست عسكرية حتى لا يعود نظام مبارك مرة أخرى".