كثير من المجتمعات تعيش حالة من التناقض بين الوعي واللاوعي، ومرد ذلك لأسباب نفسية في المقام الأول، وهي نتاج ضغوط اجتماعية تكبر يوماً بعد يوم. من الجميل العيش كما أنت بعيداً عن التمثيل، هكذا يطلق عليك الرجل السوي، ومن هنا يقال كلما ابتعدت عن الصدام طال عمرك، وما يؤكد صحة هذا الكلام ما يثار من نقاشات في الدوائر الثقافية والدينية والاجتماعية، حيث نرى كثرة من أولئك الذين يرسمون لنا طريقا من وهم، صنعوه لنا من أجل شخصيات أزيل من جلدهم الغبار، ليحل مكانه الطهارة المقدسة، ولديهم ربما القدرة على الضحك على كثير من أمثالهم بدعوى أن هؤلاء هم حماة الدين. على أفراد المجتمع ألا يقعوا فريسة التطبيل من خلال المساهمة بالدفاع غير الواعي وغير المسؤول، وهنا يشار إلى نقطة مهمة جداً، وهي شاهد في مواقع التواصل الاجتماعي بطرح بوست أو منشور، فنرى مجموعة تدعوك بشكل أو بآخر بالنشر والدعوة للحضور لشخصيات لا تملك وزنا حقيقيا غير التشويش وادعاء العلم. دعونا نعطي للعقل مجالاً للتفكير، ونقول ما المصلحة من التضخيم والتلميع والسعي في التضليل الإعلامي. لقد جاء كلام ابن رشد في محله قبل مئات السنين، وهو يقرأ البيئة الاجتماعية التي عاش فيها: «إذا أردت أن تتحكم في جاهل فعليك أن تغلف كل باطل بغلاف ديني فيظهر وكأنه الحق». يمتاز هؤلاء المضللين بعلامات واضحة منها التضحية بالوقت والمال، لهذا من المهم أن ندرك أن البعض منهم لديه مصالح مشتركة للتسويق الإعلامي والحث على التعاون معهم؛ كونهم رجال الخير والصلاح، ومنهم الأغبياء، وهم الكثرة الذين لا ناقة لهم ولا جمل. كن حراً في قرارك في فكرك في منطقك، وإياك والسقوط في مستنقع التلميع والتضليل الإعلامي.