أكد خبراء، بعد عقود من الشك، أن اللوحة الكئيبة التي رسمها فان غوخ لنفسه أصلية، حيث يزعمون أنها العمل الوحيد الذي قام به الرسام الهولندي العبقري أثناء معاناته من الذهان، وفقا لديلي ميل. وأكمل الرسام الهولندي هذا الرسم في عام 1889، والتي تتميز بألوان زرقاء وصفراء في الخلفية، واشتراها متحف «National Gallery» في أوسلو بالنرويج، عام 1910، ولكن نشأت موجة من المخاوف بشأن زيفها منذ عام 1970. وبعد خمس سنوات من إرسالها إلى خبراء هولنديين لإجراء الاختبارات عليها، أعلن متحف فان غوخ في أمستردام، الإثنين 20 يناير أن اللوحة أصلية. فترة طويلة قال لويس فان تيلبورغ، الباحث البارز في متحف فان غوخ، إن اللوحة كانت موضع شك لفترة طويلة، مضيفا: «أن فحصا تفصيليا للعمل الفني أثبت أن المشككين في أصليته كانوا على خطأ». باستخدام تحليل الأشعة السينية للقماش، ودراسات الأعمال الفنية لفان غوخ، والاستعانة بالرسائل التي بعثها إلى شقيقه ثيو، أثبت الخبراء أنه وقع رسم اللوحة أثناء وجود فان غوخ في مستشفى سان ريمي بفرنسا، أواخر صيف عام 1889، عندما كان يعاني نوبة ذهان. وتابع: «إذا فحصت اللوحة بالكامل سترى أن هناك أوجه تشابه بالفعل بينها وبين أعمال فان غوخ الأخرى». جوانب معينة أوضح أنه على الرغم من التشابه في العديد من الأوجه، إلا أن اللوحة كانت لها جوانب معينة مختلفة عن اللوحات الأخرى، «ولذلك كان علينا إيجاد تفسير لهذا، وكان الأمر صعبا». وتابع فان تيلبورغ أن الاختلافات التي أثارت الشك منذ البداية كانت في الحقيقة مقصودة، إذ سعى بها فان غوخ إلى تصوير حالته العقلية المتدهورة باستخدام ألوان ودرجات داكنة أكثر ومعكرة بدلا من درجات الأزرق والأخضر المليء بالحياة التي كان يستخدمها في أعماله الأخرى. وقال: «نرى مريضا فزعا شخصا ينظر لنفسه في المرآة، ويرى شخصا تغير للأبد». رسم اللوحة قبل عام من رسم اللوحة، قطع فان غوخ أذنه بعد مشادة مع صديقه الرسام بول غوغان، ثم بدأت بعدها رحلته الطويلة داخل المستشفيات والملاجئ، وتوفي الرسام العبقري منتحرا بالرصاص، بعمر 37 عاما في سنة 1890.