اندلع إطلاق نار كثيف في الخرطوم بعد أن «تمرد» عناصر من جهاز المخابرات العامة السوداني ضد خطة لإعادة هيكلته، مما أدى إلى إغلاق المطار، وأصيب فتى بجروح عندما أطلقت عيارات نارية على قاعدتين تابعتين لجهاز المخابرات العامة الذي كان يُعرف سابقا بجهاز الأمن والمخابرات الوطني السوداني، وكان مثيرا للجدل خلال عهد الرئيس السابق عمر البشير. وذكر شهود عيان أن إطلاق النار اندلع في قاعدة الرياض القريبة من مطار الخرطوم، وقاعدة بحري شمال العاصمة، وأغلقت كافة الطرقات المؤدية إلى القاعدتين، مما تسبب بزحمة سير. تحت السيطرة وأوضح فيصل محمد صالح المتحدث باسم الحكومة أن «بعض مناطق العاصمة شهدت تمردا لقوات هيئة العمليات التابعة لجهاز المخابرات العامة، حيث خرجت وحدات منها إلى الشوارع وأقامت بعض المتاريس وأطلقت زخات من الرصاص في الهواء»، وأضاف أن «بعض الوحدات رفضت المقابل المادي الذي قررته الجهات الرسمية مقابل التسريح واعتبرته أقل مما يجب أن يتلقوه»، وقال «في هذه الأثناء نرجو من المواطنين الابتعاد عن هذه المواقع المحددة، وترك الأمر للقوات النظامية لتأمين الموقف». وذكر أطباء مقربون من الحركة الاحتجاجية التي أطاحت بالبشير أن فتى في ال15 من عمره أصيب بجروح من عيارات نارية. اتهام رئيس الجهاز السابق اتهم فريق أول محمد حمدان دقلو، الذي يرأس قوات الدعم السريع، الرئيس السابق لجهاز المخابرات العامة بالتخطيط ل«التمرد»، وقال إن ما حدث هو خطة وضعها صلاح قوش وعدد من الضباط، فيما دعت قوى الحرية والتغيير في السودان السكان إلى الهدوء وعدم منح فرصة لمن يرغبون في «جر البلاد إلى سفك الدماء»، وذكر جهاز المخابرات العامة في بيان أنه «يعمل على تقييم الوضع»، وأضاف أنه «في إطار هيكلة الجهاز وما نتج عنها من دمج وتسريح حسب الخيارات التي طرحت على منسوبي هيئة العمليات، اعترضت مجموعة منهم على قيمة المكافأة المالية وفوائد ما بعد الخدمة». المسيرة ماضية وأكد رئيس الوزراء عبدالله حمدوك أن الوضع تحت السيطرة، وكتب على تويتر «نطمئن مواطنينا أن الأحداث التي وقعت تحت السيطرة، وهي لن توقف مسيرتنا ولن تتسبب في التراجع عن أهداف الثورة. الموقف الراهن يثبت الحاجة لتأكيد الشراكة الحالية والدفع بها للأمام لتحقيق الأهداف العليا»، وتابع «نجدد ثقتنا في القوات المسلحة والنظامية وقدرتها على السيطرة على الموقف». إغلاق المطار أغلقت السلطات السودانية المجال الجوي للبلاد كإجراء احترازي بعد وقوع إطلاق نار في أحد مقار جهاز المخابرات، وتم القبض على مجموعة من الجنود المتمردين من هيئة العمليات التابعة للاستخبارات، وأشارت المعلومات إلى أنها حالة احتجاج من قبل بعض منسوبي هيئة العمليات التابعة للجهاز، بسبب عدم رضاهم عن المستحقات التي صرفت لهم، بعد قرار إحالتهم إلى التقاعد ضمن إطار إعادة هيكلة جهاز المخابرات. انتشار أمني وقال البيان إنه سيعمل على تقييم ومعالجة الأحداث وفقا لمتطلبات الأمن القومي للبلاد، وجاء هذا البيان لينفي ما تم تداوله من أنباء عن وجود حالة تمرد في صفوف القوات التابعة لهيئة العمليات في الاستخبارات في العاصمة السودانية الخرطوم. تجمع المهنيين وحث تجمع المهنيين السودانيين، وهو المظلة الرئيسية التي تقف وراء حركة الاحتجاج التي أطاحت بالرئيس المخلوع عمر البشير، الناس على البقاء في منازلهم حتى تتم تسوية الاضطرابات، وقال إنه يرفض «أي محاولة لإثارة الفوضى وترويع المواطنين ونشر الأسلحة»، وطالب الدولة بالتدخل الفوري. ودعا جميع السودانيين والأجانب إلى الابتعاد عن جميع المناطق العسكرية «تحسبا لوقوع اشتباكات مسلحة قد تحدث بسبب التوترات الشديدة».