في وقت أكد المتحدث الرسمي باسم رئاسة أمن الدولة، اللواء بسام عطية، أن المادة التي عثر عليها داخل السيارة المعدة للعملية الإرهابية بالدمام، والتي تمكنت الأجهزة الأمنية من إحباطها، تزن 5 كجم، وهي من المادة المعروفة باسم «RDX» شديدة الانفجار، والتي لا يمكن أن يحصل عليها أفراد أو تنظيمات إرهابية إلا برعاية دول ووزارات الحروب فيها، إضافة إلى تلقي الإرهابيين: عبدالله آل نمر، وأحمد سويد، تدريبا عسكريا باحترافية على صناعة المتفجرات، تشير كل المعطيات والوقائع السابقة إلى أن «النظام الإيراني» هو القاسم المشترك بين المواد المتفجرة المستخدمة في عمليات إرهابية، أو تم ضبطها قبل استخدامها في عمليات إرهابية بالسعودية وعدد من دول المنطقة. تعد علاقة طهران بالإرهاب الممنهج الموجّه ضد السعودية قديمة جدا. ففي 1986، كشفت الأجهزة الأمنية السعودية عن ضبط عشرات الحجاج من إيران، خلال قدومهم على متن طائرة إيرانية إلى السعودية عبر مطار الملك عبدالعزيز بجدة، والعثور بحوزتهم على أكثر من 95 حقيبة تحمل جميعها مخازن سفلية تحوي مواد متفجرة من نوع C4 ومادة RDX شديدة الانفجار تقدر بنحو 51 كجم. وفي 2015، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن تمكن الأجهزة الأمنية المعنية من ضبط 3 من أعضاء خلية إرهابية وترسانة ضخمة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة تم إخفاؤها في أحد المنازل، في حفرة عميقة ومحصنة بالخرسانة، وفي العام ذاته أيضا كشفت السلطات الكويتية عن ضبط «لنش» يحمل متفجرات قادما من دولة إيران، ومتجها إلى مملكة البحرين. تاريخ طويل من تهريب المتفجرات في 2010 أعلنت السلطات الإيطالية أنها ضبطت 7 أطنان من المتفجرات بميناء جنوب البلاد، قادمة من إيران باتجاه سورية، ونقلت وكالة أنباء «آكي» الإيطالية عن المدعي العام لمكافحة المافيا بيترو جراسو قوله آنذاك، إن شحنة المتفجرات مرسلة إلى أهداف إيطالية، عبر ميناء جويا تاورو قادمة من إيران ومرسلة إلى سورية. وفي 2017 كشفت السلطات البحرينية عن ضبط شبكة كانت تخطط لتنفيذ هجمات في البلاد، واعتقلت أفرادها الذين قالت إنهم يرتبطون بعناصر إرهابية في العراقوإيران، وعثرت خلال العملية على مخبأ للأسلحة والمتفجرات تحت منزل في قرية النويدرات جنوب العاصمة المنامة. وأفادت وزارة الداخلية بأنها ضبطت 1.5 طن من المواد المتفجرة، منها مادة C4، ومادة RDX، فضلا عن مواد كيميائية وعدد من العبوات المتفجرة الجاهزة للاستخدام، وأسلحة أوتوماتيكية، ومسدسات وقنابل يدوية، وكمية من الذخائر الحية والأجهزة اللاسلكية. وفي أغسطس 2019، تصدر عناوين الصحف البحرينية خبر لافت عن «مصادرة أكثر من 370 كجم من المتفجرات الإيرانية المهربة إلى البحرين خلال 3 سنوات«. مخطط ضد الأردن في 2015، كشفت المملكة الأردنية عن تفاصيل المخطط الإرهابي الإيراني ضد الأردن، إذ ضبطت السلطات الأردنية عراقيا يحمل جنسية نرويجية، ينتمي إلى فيلق القدسالإيراني، كان يخطط للقيام بعمليات إرهابية في الأردن، وضبطت بحوزته 45 كجم من مادة RDX شديدة الانفجار، وكشفت التحقيقات عن تجنيده من المخابرات الإيرانية، وكُلف بعدد من الأعمال الاستخباراتية في العراق، وتلقى دورات تدريبية على الأسلحة والمتفجرات والمراسلة في إيران. تهريب المادة نفسها إلى السعودية في مايو 2015، صرح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية عن إحباط محاولة تهريب مادة RDX شديدة الانفجار، وصواعق مخصصة لتفجيرها، والقبض على مهربيها، وذلك بعد اشتباه الجمارك السعودية في إحدى السيارات من نوع فورد فيوجن، قادمة من مملكة البحرين الشقيقة عبر جسر الملك فهد، إذ نتج عن تفتيشها من الجهات الأمنية المختصة العثور على 14 كيسا بلاستيكيا، مخبأة داخل تجاويف في المقعد الخلفي للسيارة، منها 11 كيسا مغلفة بالقصدير تحوي مادة عجينية وزنها 30.87 كجم أثبتت نتائج فحصها بمختبرات الأدلة الجنائية، بأنها مادة RDX شديدة الانفجار، وكيسان يحوي كل منها 25 كبسولة تفجير بما مجموعة 50 كبسولة تفجير، إضافة إلى كيس داخله فتيل تفجير طوله 6 أمتار. وفي يونيو الماضي، ألقت الشرطة البريطانية القبض على إرهابيين على علاقة بإيران، خلال تخزينهم أطنانا من المواد المتفجرة في مستودع قنابل سرّي على أطراف لندن، وأكدت السلطات البريطانية حينها أن المستودع المكتشف كان جزءا من مؤامرة دولية لتنظيم حزب الله الإرهابي، لتمهيد الطريق لتنفيذ هجمات إرهابية في المستقبل، كما يتبع إيران، وضبطت فيه الآلاف من العبوات التي تحوي نترات الأمونيوم، وهو عنصر شائع الاستخدام في القنابل المتفجرة محلية الصنع». الحرس الثوري وصناعة الموت حسب تقارير استخباراتية وإعلامية، تتولى قوات الحرس الثوري تدريب العناصر الإرهابية -عبر معسكراتها- على صناعة العبوات المتفجرة، واستخدام الأسلحة الأوتوماتيكية والقنابل اليدوية، وتدريبات متخصصة على الأسلحة الثقيلة والصواريخ والطائرات بدون طيار، وتتولَّى أيضًا تدريب العناصر المُستهدَفة على الأنشطة البحرية والمظلات وأمن كبار الشخصيات، مع توفير الدعم والتمويل اللازم في هذا الشأن، وتدريب وتشكيل وتجنيد المجموعات الإرهابية، التي يجري استغلالها في تنفيذ أجندة إيران الدموية. وتتم التدريبات وعمليات التأهيل في معسكرات إيرانية، أشهرها «أمير المؤمنين، وقاعدة الإمام علي العسكرية، وقاعدة باهنر على أطراف العاصمة طهران»، ويشرف على التدريبات المتخصصة «التي تتلقاها العناصر المُستهدَفة بتنفيذ عمليات إرهابية لمصلحة طهران» مستشارون عسكريون وأمنيون إيرانيون.