وضع تقرير جديد للأمم المتحدة قوات الحكومة السورية وميليشيات الشبيحة التابعة لها لأول مرة على "قائمة العار" للحكومات والجماعات المسلحة التي تقوم بتجنيد وقتل أو استغلال الأطفال جنسيا في الصراعات المسلحة. وكشف التقرير الأممي أمس أن القوات السورية قامت بإعدام أطفال في سن الثامنة وتعذيبهم واستخدامهم "دروعا بشرية" خلال عمليات عسكرية ضد معارضين. وأدرجت الأممالمتحدة الحكومة السورية من بين الأسوأ على قائمتها "السوداء" السنوية للدول التي تشهد نزاعات يتعرض فيها أطفال للقتل أو التعذيب أو يرغمون على القتال. وتقدر مجموعات حقوق الإنسان أن قرابة 1200 طفل قتلوا منذ بدء الاحتجاجات الشعبية قبل 15 شهرا ضد نظام بشار الأسد. وقالت ممثلة الأممالمتحدة الخاصة لشؤون الأطفال في النزاعات المسلحة راديكا كوماراسوامي قبل نشر التقرير "نادرا ما رأيت مثل هذه الوحشية ضد الأطفال كما في سورية حيث الفتيات والصبيان يتعرضون للاعتقال والتعذيب والإعدام ويستخدمون دروعا بشرية". وجاء في التقرير أن الأطفال "استخدموا من قبل الجنود وعناصر الميليشيات دروعا بشرية فوضعوا أمام نوافذ حافلات تنقل عسكريين لشن الهجوم على بلدة لاروز بمحافظة إدلب في 9 مارس". ونقل التقرير عن شهود أن الجيش والاستخبارات السورية وعناصر من الشبيحة طوقوا البلدة قبل شن الهجوم الذي استمر أكثر من أربعة أيام. ومن بين القتلى ال11 في اليوم الأول ثلاثة فتيان بين ال15 وال17 بينما اعتقل 34 شخصا من بينهم فتيان اثنان وفتاة في التاسعة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إن التقرير كشف عن واحدة من "انتهاكات عديدة خطيرة" بحق أطفال. وأضاف التقرير أن أطفالا في التاسعة تعرضوا للقتل والتشويه والاعتقال التعسفي والتعذيب وسوء المعاملة بما في ذلك العنف الجنسي كما أنهم استخدموا دروعا بشرية. وتابع التقرير أن "غالبية الأطفال الذين عذبوا تعرضوا للضرب وعصبت أعينهم ووضعوا في وضعيات مرهقة وجلدوا بأسلاك كهربائية ثقيلة وحرقوا بأعقاب السجائر وفي حالة موثقة تعرضوا لصدمات كهربائية في أعضائهم التناسلية". وروى شاهد على الأقل للمحققين أن فتى في ال15 من عمره تقريبا توفي من جراء الضرب المتكرر. وأشار التقرير إلى أن المدارس تعرضت مرات عدة لهجمات واستخدمت كقواعد عسكرية ومراكز للاعتقال.