حذرت منظمة الصحة العالمية من الآثار الصحية الناجمة من التعرض المفرط لأشعة الشمس فوق البنفسجية, فيما نصح مختص في طب الأطفال من المأكولات التي تسبب التسمم خلال الصيف وهي تشمل غالبا اللحوم والأسماك والخضروات والآيس كريم وغيرها. وأوضحت منظمة الصحة العالمية في تقرير لها نشر بالقاهرة أمس أن كل شخص معرض لأشعة الشمس فوق البنفسجية لكميات قليلة مفيد للصحة ويؤدي دورا أساسيا في إنتاج فيتامين (د) غير أن الإفراط في التعرض لها يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية مختلفة ولا سيما سرطان الجلد والحروق الجلدية وأنواع الكاتاراكت. وأضافت أن الإحصائيات تشير إلى أن التعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية يتسبب في حدوث نحو 60 ألف حالة وفاة في السنة بشتى أرجاء العالم كما أن هناك 48 ألفا من تلك الوفيات ناجمة عن أورام خبيثة أما باقي الوفيات فهي ناجمة عن حالات سرطان جلدي أخرى. وأشارت إلى أن الأشعة فوق البنفسجية التي تصل إلى سطح الأرض أساسا تتألف من الأشعة الطويلة الموجات (أ) ونسبة قليلة من الأشعة (ب) ذات الموجات الأقصر طولا ويذكر أن الغلاف الجوي يمتص معظم الأشعة (ب) والأشعة (ج) ذات الموجات القصيرة جدا. من جهته, أكد المدير العام التنفيذي لمركز الأمير سلمان لأمراض الكلى استشاري طب الأطفال وأمراض الكلى الدكتور خالد السعران في محاضرة ألقاها أمس بمركز الأمير سلمان لغسيل الكلى بالرياض أن هناك أمراضا تصيب الأطفال طوال العام بنسب متساوية وليست محددة بوقت أو فصل معين وأخرى تنتشر في فصل الشتاء وأخرى في فصل الصيف، مشيراً إلى أن النزلات المعوية تظهر على شكل إسهال أو تقيؤ أو بهما معاً نتيجة التهاب يصيب الجهاز الهضمي, وسببها في الغالب ميكروب فيروسي يدخل الجهاز الهضمي عن طريق تلوث الحليب "أثناء تحضير الرضعات" أو تلوث الأطعمة والمشروبات الأخرى أو عن طريق العدوى المباشرة من طفل لآخر مصاب, وتكثر هذه النزلات بين الأطفال في الصيف نتيجة لتلوث الطعام بالميكروبات التي ينقلها الذباب الذي يكثر توالده في الجو الحار, كما أنه يكثر في الصيف بسبب اتجاه الناس إلى المصايف والرحلات البرية, وهذه كما هو معروف لا تتوافر فيها أسباب الوقاية الصحية بالدرجة نفسها داخل المدن, إضافة إلى ازدحام الناس بصورة تزيد تعرضهم للأمراض, كما أن أساليب حفظ الأغذية لا تكون بالدرجة المطلوبة مما يعرضها للتلف أو التلوث. وأضاف الدكتور السعران أن التسمم الغذائي يكثر في فصل الصيف للأسباب السابق ذكرها ومن أهم أعراضه التقيؤ والإسهال وآلام في البطن, مبيناً أن المدة بين تناول الطعام الملوث وظهور أعراض التسمم تختلف بحسب نوع الميكروب فقد تكون قصيرة من ثلاث إلى ست ساعات وقد تطول بحيث تصل إلى 24 أو 36 ساعة, وأن المأكولات التي تسبب التسمم هي غالباً اللحوم, والأسماك, الخضروات والآيس كريم. وحدد السعران عدداً من الوسائل للوقاية من النزلات المعوية والتسمم الغذائي منها حث الأمهات على الرضاعة الطبيعية والحرص على تعقيم زجاجة الرضاعة وغسل اليدين قبل البدء بتحضيرها, وحسن اختيار المحلات التي يتناول أو يشتري منها الطعام والاقتصاد في تعاطي المثلجات, وحفظ الأطعمة والمشروبات في الثلاجات وعدم تركها مكشوفة للذباب والغبار وعدم إلقاء المخلفات أمام المساكن ووضعها في أوعية مغطاة, وكذلك مكافحة الذباب بكل الطرق الممكنة, داعياً إلى مراجعة أقرب مركز صحي أو مستشفي في حال ظهور أعراض التسمم. وفيما يتعلق بضربة الشمس، قال الدكتور السعران إن الإصابة بها تكثر في الأيام والأماكن التي ترتفع فيها درجة حرارة الجو مما يؤثر في مركز تنظيم الحرارة الموجودة في المخ، إضافة إلى فقدان السوائل مما يجعل الجسم غير قادر على التكيف مع درجات الجرارة العالية, ومن أعراض وعلامات ضربة الشمس, "الارتفاع الشديد في درجة حرارة المصاب, الصداع, القيء, سرعة النبض, انعدام العرق وجفاف الجلد الدوخة, الإغماء، داعياً إلى عدم التعرض لأشعة الشمس المباشرة خاصة وقت الظهيرة ومراعاة تغطية الرأس بقبعة أو شمسية كما ينصح بعدم بذل مجهود تحت حرارة الشمس، ونفل المصاب سريعاً إلى مكان منخفض الحرارة ووضع كمادات باردة على رأسه ثم نقله إلى اقرب مركز صحي أو مستشفى. وحول أمراض الجلد، أوضح الدكتور السعران أن بعض الأمراض الجلدية تكثر في فصل الصيف مثل "القوباء" وتظهر على شكل بقع دائرية لها حافة واضحة ومحددة وسببها في الغالب فطريات يساعد على تكاثرها الجو الحار وعدم التهوية والرطوبة، إضافة إلى التهاب الغدد العرقية "الدمامل العرقية" نتيجة زيادة إفراز العرق ونشاط ميكروبات معينة وتظهر على شكل دمامل صغيرة غالباً على الوجه والرقبة، وكذلك زيادة الحساسية للضوء وتظهر على شكل احمرار وانتفاخات على الجلد مصحوبة بحكة، إلى جانب التهابات العيون.