استكملت الشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة (ترشيد) مشروع إعادة تأهيل مباني المقر الرئيسي لمعهد الإدارة العامة بحي الملز بمدينة الرياض، والذي يتألف من خمسة مباني. ويُعد المشروع من أوائل المباني التي تقوم (ترشيد) بتسليمها بعد إعادة تأهيل أعمال الإنارة والتكييف ونظام التحكم بالمباني. وقد بدأ العمل بين (ترشيد) والمعهد بجمع البيانات الفنيّة قبل نحو عام، إذ يبلغ إجمالي مساحات المباني 65,000 متر مربع، وشملت أعمال إعادة التأهيل 9 معايير لكفاءة الطاقة، حققت (ترشيد) تخفيضاً في الاستهلاك قدره 10,053,573 ( كيلو واط / ساعة) من الاستهلاك السنوي العام البالغ (25,600,000 كيلو واط / ساعة) أي ما يعادل وفراً بنسبة 39.3% من الاستهلاك الكهربائي. وعن تفاصيل المشروع، فإن آلية العمل تبدأ من تطبيق وتنفيذ معايير كفاءة الطاقة على المباني المستهدفة لمعهد الإدارة العامة، حيث جرى استبدال 4 مبردات (Chillers) بأخرى مرشدة وذات كفاءة عالية، كما تم ربط كافة المبردات بنظام تحكم ذكي، وتحسين عمل وحدات مناولة الهواء (AHUs) ووحدات لفائف مراوح التكييف (FCUs) وجدولة عملها حسب الأحمال من خلال ربطها جميعاً بنظام التحكم بالمباني (BMS). كما قامت (ترشيد) بتغيير مصابيح الإنارة التقليدية بأخرى موفرة للطاقة من نوع (LED)، مع تركيب مستشعرات الإشغال (Occupancy Sensors) على معظم الدوائر الكهربائية الخاصة بالإنارة ووحدات لفائف مراوح التكييف (FCUs) لتشغيلها تلقائياً، واستبدال وحدات التكييف (Window & Split Units) بأخرى مرشدة وذات كفاءة عالية، وتغيير نظام تسخين مياه المسبح بنظام يستخدم الطاقة الشمسية المتجددة ذو كفاءة عالية، وتركيب نظام تحكم أوتوماتيكي بمراوح التهوية في المواقف لرفع كفاءتها، مع مستشعرات لقياس معدلات أول وثاني أكسيد الكربون. تجدر الإشارة إلى أن أهمية إعادة تأهيل المباني كونها تجعل المعهد أفضل أداء وأعلى كفاءة وبأحدث تقنيات الإضاءة والتكييف ومطابقة للمواصفات السعودية والمعايير العالمية، وإضافة إلى الأداء الأفضل للأجهزة والإنارة؛ فإن نسبة التوفير الحاصلة من هذه المشاريع تساوي تفادي 6000 طن من انبعاثات الكربون الضارة، وتعادل زراعة 30,500 شجرة سنوياً بناء على حسابات منظمة أشجار للمستقبل. وقد علق الأستاذ وليد بن عبدالله الغريري، الرئيس التنفيذي للشركة الوطنية لخدمات كفاءة الطاقة على ذلك بأن المعهد من أوائل الجهات الحكومية التي قامت بالتعاون مع الشركة لغرض تأهيل مبانيها، كما عبَّر عن سعادته بأن يكون المعهد في طليعة الإنجازات في مشروعات إعادة تأهيل المباني في الشركة، حيث إن المعهد يُعد مرجعاً مهماً للتنمية الإدارية في المملكة، ويستقبل سنوياً أعداداً كبيرةً من موظفي الدولة للتدريب والتأهيل (إضافة إلى طلاب المعهد) والذي ننظر له بوصفه ناقلاً مهماً وملهماً لتمكين رسالة الشركة في ترشيد الاستهلاك الكهربائي والعمل على مبدأ كفاءة الطاقة في مختلف دوائر الدولة الحكومية في مناطق المملكة، مشيداً بالتعاون الذي حظيت به الشركة من المعهد، والذي أثمر عن تنفيذ المشروع وفق الممارسات العالمية. يُذكر أن الشركة السعودية لخدمات كفاءة الطاقة (ترشيد) تسعى في رسالتها إلى خدمة هدف الاستدامة الاستراتيجي للمملكة، المنبثق من رؤية 2030 الرامية إلى تحقيق وفورات كبيرة في الطاقة دون وضع أي عبء على ميزانية الدولة. وتستهدف الشركة مع نهاية العام الجاري العمل على إعادة تأهيل أكثر من 2,200 مبنى حكومي، واستبدال حوالي 1,2 مليون مصباح إنارة شوارع.