قتل 36 شخصا في سورية أمس بينهم جنديان، فيما تواصل القوات السورية عملياتها العسكرية وقصفت مناطق في محافظة حمص (وسط) والحفة في ريف اللاذقية (غرب)، التي يتمركز فيها مئات المقاتلين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيانات متلاحقة. ففي ريف اللاذقية (غرب)، تتعرض مدينة الحفة، التي ظهرت في واجهة الأحداث في الأيام الأخيرة، وقرى مجاورة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية لليوم السادس على التوالي. وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن "الجيش يتعرض لأكبر خسائر الآن في الحفة لأن مئات المتمردين يتحصنون في هذه المنطقة الجبلية". وتقع منطقة الحفة الوعرة في الريف الشمالي الشرقي من محافظة اللاذقية المحاذية للحدود التركية. ويتحصن المنشقون، ومعظمهم عسكريون تابعون للمجالس العسكرية للجيش السوري الحر في الداخل، في هذه المنطقة، التي قتل فيها منذ 5 يونيو الجاري نحو 60 جنديا و46 مدنيا. وأشارت لجان التنسيق المحلية إلى تجدد القصف المدفعي على المدينة بقذائف الهاون منذ الصباح. ولفتت إلى انقطاع تام للتيار الكهربائي عن المدينة وإلى تخوف الأهالي بسبب سوء الأوضاع الإنسانية. وفي ريف حمص، سقط ثلاثة مواطنين بقصف تعرضت له بلدة تلبيسة من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام البلدة. كما قتل ستة أشخاص بينهم ناشط بمنطقة القصير إثر قصف تعرضت له المدينة. كما تتعرض قرية الغنطو لقصف من قبل القوات النظامية التي تعمل على اقتحام القرية بعد أن سيطر "مقاتلون من الكتائب الثائرة" على مركز كتيبة دفاع جوي للقوات النظامية قرب القرية قبل أن ينسحبوا بعد انشقاق معظم عناصر الكتيبة. وفي حمص، تتعرض أحياء الخالدية وجورة الشياح وأحياء أخرى "لقصف عنيف وإطلاق نار من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحام هذه الأحياء". وأضاف المرصد أن القصف يترافق مع تحليق لطائرات الاستطلاع في سماء المدينة. وأوضح أن إطلاق نار من قبل القوات النظامية أسفر عن مقتل مواطن بحي الخالدية الذي تقوم القوات بقصفه منذ الجمعة، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا أول من أمس. وفي ريف درعا (جنوب)، دارت اشتباكات فجر أمس في بلدة الطيبة بين القوات النظامية و"مقاتلين من الكتائب الثائرة" مما أسفر عن مقتل عنصرين على الأقل من القوات النظامية. كما دارت اشتباكات قرب بلدة الصنمين. وفي ريف حلب (شمال)، سقط مواطنان من بلدة حيان إثر تعرض البلدة للقصف من قبل مروحيات القوات النظامية التي تحاول السيطرة على البلدة منذ أيام وفي ريف إدلب (شمال غرب)، قتل مواطن في بلدة كفرومة إثر إطلاق رصاص عشوائي خلال اقتحام البلدة. إلى ذلك شارك آلاف المواطنين في تشييع 9 من شهداء مدينة معرة النعمان قضوا إثر القصف الذي تعرضت له المدينة مساءَ أول من أمس. واقتحمت القوات السورية بلدة دير العصافير (ريف دمشق) وحي الجورة في دير الزور (شرق) وسط إطلاق رصاص كثيف. وقتل 14115 شخصا منذ 15 مارس 2011، بينهم 9862 مدنيا، بحسب مدير المرصد الذي أشار إلى سقوط ثلاثة آلاف شخص منذ بدء تطبيق وقف إطلاق النار بموجب خطة النقاط الست للمبعوث الدولي كوفي عنان في 12 إبريل الماضي.