هذه سيدة سعودية أرملة ولديها فتيان، ترك لهم زوجها مالا وفيرا، ولا ترغب في ارتكاب الزنى والكبائر، لكنها -أيضا- كانت تخشى أن تتزوج ويلومها الناس، وهم يلومون حتى فيما حلّله الله. ولأنها -أيضا- تخشى أن تقع تحت ظلم رجل لا يمسك بمعروف ولا يترك بإحسان، تزّوجت رجلا أصغر منها «سعوديٌّ في دولة عربية»، دون علم الناس، وجعلت العصمة في يدها، لكنها اكتشفت خيانته، فأمرته في صباح اليوم التالي أن يأخذ وسادته ويخرج لأنه طالق بالثلاثة. بكل بساطة حلّت السيدة المأزق الذي وقعت فيه، وتخلصت من الضرر بما سمحت به الشريعة الإسلامية. تصور لو أن هذه السيدة تزوجت في السعودية دون حل العصمة، لمرّت سنوات وهي لم تحصل على الطلاق، بل ربما ساومها على دفع نصف ثروة زوجها حتى يطلقها. على كل حال، سواء أردت أو لم ترد، الناس يجدون حلولا لحاجاتهم ومشكلاتهم، وهذا ما دام في نطاق شرع الله ورضاه، فلا بأس به. لكن، لماذا تدفعهم إلى فعل هذا خارج المملكة -في القاهرة أو دبي أو البحرين- وتدخلهم في تعقيدات هم في غنى عنها، خاصة أن لديك فتوى مثل فتوى الشيخ المنيع، تسمح للمرأة بامتلاك العصمة ما دام العريس موافقا. ولنكن واقعيين، هناك آلاف النساء اليوم، المطلقات المستقلات ماديا، وما زلن راغبات فيما هو غريزة في البشر، سواء كان معاشرةً وجماعا، أو رفيقا مؤنسا، لكنهن يخشين من أمور عدة، يحلها وجود العصمة في أيديهن. لذا، يلجأن إلى الزواج خارج المملكة، وهذا يحمل مخاطرة بالغة، يحميهن منها وجود هذه التشريعات في السعودية.