من حق الزوج أربع زوجات، أما المرأة فلا حق لها سوى زوج واحد، من الرجال من يكتفي بزوجة واحدة، ولكن من النساء من تريد اثنين، وأحياناً ثلاثة! ولا يعاقب القانون المصري من تجمع بين زوجين أو عشرة، لكنه يعاقب لو اعترض أحد الأزواج وأقام دعوى "زنا" ضد الزوجة المزواجة. عندئذ تحرك النيابة دعوى تزوير في أوراق رسمية. وهي حكايات تكثر في صحف القاهرة. بعد اثنى عشر عاماً من الزواج وانجاب طفل تركت الزوجة "سميحة" منزل الزوجية الى منزل آخر لتتزوج من الزوج الرقم 2، رغم عدم طلاقها من الزوج الأول الذي اكتشف بعد أربع سنوات مكان زوجته الهاربة التي انجبت من زوجها الجديد ثلاثة أطفال في اربع سنوات. تقدم ببلاغ إلى قسم الشرطة يتهم زوجته بالجمع بين زوجين ويطالب بالقبض عليها. الطريف أن القانون المصري يخلو من تكييف قانوني لهذه الحالة، وان كانت الزوجة تعاقب على طريقتين، الاولى: بتهمة التزوير في أوراق رسمية، لأنها تخفي زواجها الاول، والثانية ان يحرك الزوج إن أراد دعوى زنا. وتلك هي الأخطر في هذا المجال. جمال ليس هو الزوج الوحيد الذي صحا من النوم ليجد زوجته متزوجة من رجل آخر، فقد تلقى رئيس مباحث "باب الشعرية" بلاغاً من الزوج صلاح ضد زوجته جمالات هذه الأسماء ليست حقيقية بأنها تزوجت من عامل في ورشة نجارة في الشارع نفسه الذي يقيم فيه مع جمالات، وأبلغ بأنه اكتشف ان هذه الزيجة عمرها ثلاث سنوات وقال إنها تعاشر زوجها الثاني في أحد منازل الشارع نفسه. صلاح اكتشف زواج زوجته مصادفة عندما عثر بين ملابسها على ورقة "زواج عرفي" بينها وبين العامل. المثير أنه عند سؤال جمالات عن تهمة الجمع بين الزوجين، قالت: أنا لا أعرف ان هذا غير قانوني أو حتى حرام! ولا تختلف صباح عن سميحة وجمالات، وان كانت اكثرهن جرأة إلى درجة أن حكايتها شاعت في انحاء مدينة الحوامدية محافظة الجيزة. صباح الجميلة المتزوجة من عبدالله منذ ست سنوات وانجبت منه بنتين وولداً، اتضح أنها زوجة لرجلين آخرين منذ عشر وأثنتى عشرة سنة! شاهد صباح أحد سائقي السيارات من أبناء بلدتها التي هربت منها، وكان يعرف جيداً أنها تزوجت من سائق اسمه فريد، وانجبت منه طفلة اسمها سماح، ثم اختفت وذهبت إلى القاهرة لتتزوج أحمد بعد أن ادعت أنها أرملة توفي عنها زوجها في حادثة. بعد أن ملت الحياة في كنف احمد اتجهت الى الحوامدية لتتزوج من أحد أثريائها وهو عبدالله، قبل ان يشاهدها صديق زوجها الاول ويفتضح أمرها. المثير أن زواج السيدة من رجل مثل زواجها من رجلين أو عشرة، التهمة اما تزوير في اوراق رسمية او محضر زنا إن أراد الزوج استخدام القانون الذي لم يحدد عقوبة لمن تدمن الزواج من الرجال وتغيرهم كل فترة! أحياناً يتنازل الزوج عن بلاغ الزنا خوفاً على سمعته او سمعة أولاده كما جرى من جانب فتح الله تجاه زوجته منال، المسجل في مجلس الدولة فرع الدعوى التأديبية في القضية الرقم 106. فتح الله لم يطلب القبض على زوجته من أجل ولده وابنته، اكتفى بتقديمها مع زوجها الرقم 2 إلى المحكمة التأديبية التي اكتفت بفصل منال وزوجها الجديد من العمل كمدرسين، لأنهما بسلوكهما المنحرف لا يصلحان لمهنة التدريس. وقال فتح الله أمام المحكمة إن زواجه من منال استمر ثماني سنوات واثمر طفلين، إلا أنه لاحظ بعد مرور هذه المدة تغييراً طارئاً في سلوك زوجته وتصرفاتها، الأمر الذي اضطره الى مراقبة تصرفاتها وتحركاتها بعد أن أهملته. وأوضح أنه نما إلى علمه ذات يوم أن زوجته على علاقة غير شرعية بزميل لها اسمه محمد، يعمل مدرساً في معهد بعين شمس، وانهما قاما بشراء مسكن خاص في مدينة السلام لكي يتمكنا من لقاء بعضهما فيه، وانهما تزوجا عرفياً بطريقة الايجاب والقبول على رغم انها ما زالت في عصمته شرعاً وقانوناً وبذلك تعتبر زوجته مرتكبة لجريمتي الزنا والجمع بين زوجين في وقت واحد. وقال الزوج إنه دهم الشقة التي تتقابل فيها زوجته مع زوجها الثاني. فتح الله قام بتقديم بلاغ في قسم شرطة السلام ضد زوجته التي اعترفت أمام النيابة بواقعة زواجها عرفياً على رغم كونها ما زالت بعصمته. ونسبت إليها النيابة تهمة الزنا والجمع بين زوجين في آن، لكن الزوج تنازل عن تحريك الجنحة المخلة بالشرف ضدها حفاظاً على مستقبل طفليه وسمعتهما من التلوث. اما منال فأنكرت امام النيابة انها تزوجت عرفياً من زميلها. وقال الزوج الثاني محمد أمام النيابة الإدارية إنه تزوج منال عرفياً بطريقة الايجاب والقبول، بأن أصدر هو ومنال فتوى من أحد الشيوخ تفيد أن المذكورة - منال - اصبحت محرمة شرعاً على زوجها الأول فتح الله لإلقائه يمين الطلاق عليها خمس مرات، وقرر أن الزواج لم يدون رسمياً لأنها لم تكن طلقت رسمياً. وقال الزوج الثاني إنه كان يعاشرها معاشرة الازواج.فاتهمت النيابة الإدارية منال وزوجها الثاني بأنهما سلكا مسلكاً لا يتفق والاحترام الواجب الوظيفي وخرجا على مقتضياتها بزواجهما عرفياً على رغم انها كانت في عصمة زوجها الأصلي والتزوير في بيانات جواز السفر. وقالت النيابة في اتهامها إذا دافعا بزواجهما عرفياً بعد استصدار فتوى من أحد شيوخ الازهر الذي اعتبر ان المتهمة أصبحت محرمة شرعاً على فتح الله لإلقائه يمين الطلاق عليها خمس مرات، فهذا الدفع مردود عليه بأن تلك الفتوى تصدر بناء على ما يقرره طالب الفتوى أي المتهمة، لكنها لا تلزم الطرف الثاني في العلاقة الزوجية وكان الأجدر بالمتهمة ان تلجأ الى الطرق القانونية والقنوات الشرعية لكي تحصل على طلاقها أولاً بدلاً من ان تبرر علاقتهما الآثمة الجديدة. وتعزو الدكتورة فادية ابو شهية الخبير الاجتماعي في المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية تعدد الازواج الى قسوة الزوج التي تعتبر من أهم العوامل التي تجعل الزوجة تتزوج على زوجها، إضافة الى صعوبة حصولها على الطلاق، وانعدام القيم الدينية، والفقر الذي تعاني منه الزوجة التي قد ترى أن الزواج من رجل آخر ضروري ليصرف عليها. وهذا لا يعني - كما تقول الدكتورة فادية - "انني أبرر زواج المرأة بأكثر من رجل في آن واحد، وإنما اقول ان تفكير المرأة وجهلها بالقيم الدينية والاجتماعية هما اللذان يقودانها الى فعل هذا، إضافة الى انها قد تكون شخصية غير سوية تفتقد الجو الاسري منذ صغرها وقبل ان تتزوج، ولهذا لا تهتم بالقيم و المعنى الأسري". وتندر الدراسات الاجتماعية عن تلك الظاهرة على رغم أنها أضحت شائعة في الصحف القاهرية. وتؤكد دراسة اجرتها كلية الآداب عين شمس عن "البغاء جريمة اجتماعية" أن 2،4 في المئة من الزوجات اللاتي تزوجن أكثر من رجل أكدن أن السبب وراء ذلك خيانة الزوج الأول. وليس كل الزوجات المتعددات الازواج باغيات. ويحدد الدكتور عادل صادق رئيس قسم الأمراض النفسية في كلية الطب في جامعة عين شمس مواصفات تلك المرأة الخائنة في تسعة أنواع من السيدات. النوع الاول، البغائي، وفيه تشبه الزوجة الخائنة البغي، وتجمع بينها وبين البغي سمات نفسية مشتركة. والنوع الأوديبي، وفيه تعاني السيدة من عقدة أوديب. والنوع الهيستيري، وفيه تعاني المرأة من شعور بالنقص نتيجة لبرودها الجنسي فتميل الى الاستعراض واجتذاب الرجال، والنوع السيكوباتي، وفيه تكون المرأة ذات شخصية إجرامية منحرفة في كل شيء. ويضيف الدكتور صادق ان الخيانة أحد جوانب الانحراف وأخطر الأنواع التسعة النوع الوراثي الذي تنتقل فيه جينات الخيانة من الأم إلى الأبنة. وهناك النوع البيئي، وفيه تعيش السيدة في ظروف بيئية فاسدة تصبح الخيانة فيها من الأمور العادية. أما النوع الهوسي، ففيه تكون الخائنة مصابة بمرض عقلي يتميز بفقدان السيطرة على السلوك وانطلاق الغرائز والرغبة في إرضائها بلا خجل. وهناك النوع الفصامي، وفيه تكون الخائنة مصابة بمرض الفصام، ومن أعراضه التبلد الوجداني والانفصال عن الواقع وفقدان الارادة، ولسبب غير مفهوم قد تخون هذه المريضة زوجها دون أي دوافع جنسية أو نفسية. أما النوع التاسع والأخير فهو النوع الدوري الشهري وهي حالة تحدث للمرأة عند اقتراب الدورة الشهرية. دينياً اذا تزوجت المرأة أكثر من رجل في آن واحد تعتبر زانية. وحول أحقية الزوجة التي ألقي عليها زوجها يمين الطلاق خمس مرات من دون ان يطلقها رسمياً في الزواج من آخر، يقول الدكتور عبدالعزيز عزت المحاضر في جامعة الأزهر والعضو السابق بلجنة الفتوى في الازهر، هناك كثير من الازواج في مصر عندهم المشكلة نفسها، فالزوجة في هذه الحالة شرعاً مطلقة ولا يجوز لها أن تعاشره ولكن لا يجوز قانوناً ان تتزوج ثانية من دون ان يطلقها زوجها الاول، فالنية على من ادعى واليمين على من انكر. فقد ينكر الزوج بشدة أنه لم يلق يمين الطلاق. وفي هذه الحالة على الزوجة أن تلجأ الى المحكمة للحصول على الطلاق إما بالشهود الذين ألقي امامهم يمين الطلاق وفي حال عدم وجود شهود، عليها ان تطلب الطلاق للضرر. ويؤكد فتحي كشك المحامي أنه لا يوجد نص قانوني في القوانين المصرية يحرم جمع المرأة بين زوجين وانما يعاقب القانون المصري المرأة في هذه الحالة بقانون العقوبات على أساس انها زورت في أوراق رسمية بإدلائها ببيانات غير صحيحة تتيح لها وهي متزوجة ان تتزوج رجلاً ثانياً. وبهذا النص يمكن ان تعاقب المرأة المتزوجة بأكثر من رجل بالاشغال الشاقة الموقتة أو بالسجن أكثر من عشر سنوات. كما نجد أن القانون المصري اعطى للزوج الحق في معاقبة زوجته التي تتزوج عليه برفع دعوى زنا ضدها. وفي كلتا الحالتين لا بد من أن يتقدم الزوج الاول ضد الزوجة ببلاغ أمام النيابة يطالب بتحريك دعوى جنائية ضدها. وله وحده الحق في حفظ تحريك الدعوى