رحم الله الأمير سلطان بن عبدالعزيز الذي قدم في حياته العديد من المآثر الخيرية والإنسانية التي استمرت برعاية أنجاله، كصدقة جارية وغيرها. ومن هذه المآثر خدمة المرضى والمحتاجين خاصةً أصحاب الاحتياجات الخاصة، إلى جانب مدينة سلطان للخدمات الإنسانية بالرياض التي تعد صرحاً طبياً وتأهيلياً تتوفر بها الأجهزة العلاجية الفنية المتطورة في مجال العلاج الطبيعي، إضافة إلى الكفاءات المؤهلة التي تعمل في مجال العلاج الطبيعي من شباب وشابات هذا الوطن الغالي، فهم يعملون بكل جهد وإخلاص وإنسانية راقية مع المرضى ومرافقيهم، لمستُ ذلك عن كثبٍ خلال دخولي هذا الصرح المميز، محولاً من وزارة الصحة بأمر ملكي كريم للعلاج من ألم في عضلة فخذي الأيمن عانيتُ كثيرا منه. ولكن هناك ملاحظات هامة سجلتها ومنها: أن المريض فور دخوله المدينة يشاهده استشاري العلاج الطبيعي عن بعد، أي دون فحص طبي ويحدد موعد خروجه بالتاريخ واليوم، والمفترض أن فترة مكوث المريض تُحدد بعد مباشرة أخصائي العلاج الطبيعي للمريض، لتشخيص الحالة ومدى استجابتها للعلاج، وهنا تحدد المدة التي يرى أخصائي العلاج الطبيعي أن يمكثها المريض تحت العلاج، ولكن الحاصل أن الاستشاري يغير موعد الخروج للمريض الذي حدده بالنظر عن بعد، وليس من واقع مدى استجابة المريض للعلاج، ولأن الاستشاري هو الرئيس المباشر للأخصائي، فإنه لا يمكن أن يغير موعد الخروج للمريض الذي حدده رئيسه الاستشاري مسبقا قبل مباشرته العلاج الطبيعي، وذلك حتى لو لمس هذا الأخصائي أن المريض لم يتعاف، أو أن المريض بدأ في التحسن، ولكن لعدم مخالفة أمر الاستشاري، فإن الأخصائي ليس لديه إلا أن يقول للاستشاري رئيسه، كما قررت يخرج المريض في الموعد الذي حددته مسبقا حتى لو لم يتعاف المريض. والملاحظة الثانية، أن هذا الاستشاري يتحكم في مصير المرضى، ويتعامل معهم بفوقية، وكأنه يعالجهم على حسابه الخاص. نأمل من القائمين على هذا الصرح الطبي التأهيلي الشامخ خاصة المدير التنفيذي للمدينة أن يعالجوا هذه الملاحظات الهامة التي تشوه سمعة هذه المدينة الطبية التي تعد كما علمت ثاني مدينة طبية تأهيلية على مستوى الشرق الأوسط، إضافة إلى ضرورة أن يكون هناك استشاري للعلاج الطبيعي من أبناء الوطن خاصة أن هناك كفاءات سعودية يملكون تأهيلا طبيا عاليا تزخر بهم بلادنا، وبالتالي يحلوا محل هذا الوافد في الإدارة الطبية الفنية المساندة في هذه المدينة الطبية الكبيرة التي نفخر بوجودها في بلادنا الغالية، ونترحم على من أسسها لخدمة أبناء الوطن من المحتاجين.