بينما طلبت رئاسة الجمهورية اللبنانية، من الحكومة «الاستمرار في تصريف الأعمال» إلى حين تشكيل حكومة جديدة، غداة استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، فُتحت الطرقات في معظم المناطق اللبنانية صباحا بعد أن أغلقها المتظاهرون على مدى أسبوعين. اختلاف المطالب على الأرض، استجاب بعض المعتصمين لدعوة قيادة الجيش، أمس، إلى «فتح ما تبقى من طرق مقفلة لإعادة الحياة لطبيعتها»، وفتحوا الطرقات بأنفسهم، بينما أزال المعتصمون في مدينة جبيل شمال العاصمة، سواتر ترابية كانوا وضعوها وسط الطريق على مدى أيام، لكن في منطقة جل الديب شمال بيروت، عمد الجيش على فتح مسلكي الطريق السريع بإزالة الخيم وأغراض المحتجّين، وبينما قد تختلف المطالب بين منطقة وأخرى وأحيانا بين شخص وآخر، إلا أن معظم المتظاهرين يرون أن المرحلة المقبلة يجب أن تتضمن أولا تشكيل حكومة اختصاصيين وإجراء انتخابات نيابية مبكرة وإقرار قوانين استعادة الأموال المنهوبة ومكافحة الفساد. لا للحرس القديم ورأى مدير ملف لبنان في مجموعة الأزمات الدولية هايكو ويمان، أن الوقت غير متاح الآن «للألاعيب السياسية القديمة»، بسبب «ضغط الشارع» و»الخشية من انهيار اقتصادي»، واعتبر أن هذا الأمر سيفرض «تشكيل حكومة سريعا»، مؤلفة من اختصاصيين، وخالية «من الحرس القديم». على الصعيد الدولي، اعتبرت السفارة البريطانية في بيروت، أمس، أن «لبنان يحتاج إلى حكومة قادرة وبشكل عاجل على تقديم إصلاحات حيوية وضرورية لإنشاء بلد أفضل للجميع»، فيما دعا وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو من جهته القادة السياسيين في لبنان إلى «الإسراع» بتشكيل حكومة جديدة.