على مدى عدة سنوات من الكتابة عن الصحة وهمومها لم أسأل نفسي هذا السؤال إطلاقا: ماذا لو كنت وزيرا للصحة؟. وماذا لو كنت أنت وزيرا للصحة.. ماذا ستفعل؟ وعندما طرحت على نفسي السؤال، أدركت أن كل ما كتبته سابقا هو عبارة عن مجموعة أفكار تناقش صحة الأفراد في مجتمعنا قد استفاد البعض منها، ولكن كنت آمل أن أكون بمثابة العين الثالثة لوزارة الصحة ليتحرك المسؤول ويتفاعل ويسعى إلى التغيير حتى شعرت بخيبة أمل كبيرة، لذا قررت أن أكون وزيرا للصحة للحظات، وأكتب ما سأفعله، وأتمنى أن يتسع صدر الوزير الدكتور توفيق الربيعة لذلك: سأبدأ بالإلغاء التدريجي لجميع مديريات الشؤون الصحية بالمناطق لأنها متكدسة ومترهلة إداريا وماليا، ولم تخدم حتى الآن التوجهات الصحية، وسأطوّر فكرة التجمعات الصحية لتصبح هي القلب النابض لكل المراكز الصحية ومستوصفات الأحياء فقط، وستكون مراكز الرعاية الأولية هي الأكثر دعما. وسأمنح مديري المستشفيات الصلاحيات الكاملة، وسيكون ارتباطهم مباشرة بالوزير. وسألغي ارتباط منصب وزير الصحة بجميع الهيئات الصحية. سأعيد بناء وهيكلة شكل الوظائف الصحية، وبعد ذلك سأوقف العمل بالكادر الصحي الحالي بعد التنسيق مع وزارة الخدمة المدنية. سألغي ارتباط جميع برامج الابتعاث الصحية بالموارد البشرية، وسأستحدث مركزا للتدريب والتأهيل، وستكون جميع البعثات تدريبية تأهيلية مرتبطة بهذا المركز. سأنشئ معهدا للأبحاث الصحية وسيكون نواة للابتكار الصحي، ويكون نموذجا عالميا ومرجعا علميا لأي باحث. سأسلم لوزارة التجارة وهيئة الغذاء والدواء والمركز السعودي لاعتماد المنشآت الصحية المستقل وما يرتبط بها جميع التراخيص الصحية للقطاع الخاص، وسيصبح دور وزارة الصحة استشاريا فقط. سأصنع في كل منطقة تجربة صحية مماثلة لموسم الحج، وسيكون لكل طبيب متخصص أو أخصائي متخصص ساعات عمل في إحدى المحافظات التابعة لمنطقته مدفوعة الأجر، يلتزم بها كل ثلاثة أشهر على الأقل، مع منح مكافأة مجزية لكل من يتطوع بساعات أكثر من أصحاب التخصصات الدقيقة. سنقوم بعمل مسح صحي دقيق لكل منطقة بالتنسيق مع هيئة الإحصاء في بداية كل عام. سأعمل على اتفاقيات مع مستشفيات القطاع الخاص المتميزة في بعض التخصصات أو العيادات كخيارات لعلاج المرضى. التأمين الطبي سيكون خيارا ثانيا مدفوعا برسوم رمزية لمن أراد الحصول عليه، وسيخدم تخصصات معينة. وهناك كثير لن يتسع له المقال، ولكن أخيرا: سأطلق مبادرة المواسم الصحية بالتزامن مع كل مواسم السعودية، وسأنافس أولا موسم الرياض، فهذه فرصة عظيمة للتوعية، حتما ستكون المنافسة صعبة مع الهيئة العامة للترفيه، ولكن سأفوز بعنصر المفاجأة، وذلك بوجود موسم الرياض الصحي. وبعد هذا كله سأضع أمامي دائما هذا السؤال: هل هذا ما تستحقه السعودية؟.