واكب العدد الجديد من مجلة القافلة التي تصدرها إدارة العلاقات العامة في أرامكو السعودية، بطولة كأس العالم لكرة القدم وتناولت افتتاحية المجلة قضية التعصب الرياضي، لتؤكد على أن الروح الرياضية سمة من سمات الشعوب التي لا بد أن تتحلى بها، ولا سيما أن التنازع الرياضي أصبح صفة غالبة على بعض الشعوب العربية، طبقا لما أكده رئيس تحرير المجلة صالح السبتي تحت عنوان: "لنفرح بالفوز ونتقبل الخسارة!" حيث قال: لكي يكون التنافس الرياضي عنصر جذب للرياضة ومنافساتها، ولا يكون سبباً في الخلاف والفوضى، فقد ارتبط بالرياضة ما يطلق عليه في عالم اليوم الخلق الرياضي، حيث يفرح الفائز بفوزه باعتدال، ويقبل الهزيمة إذا لم يحالفه التوفيق. فالرياضة بدون خلق رياضي قويم لا يمكن أن تحقق أهدافها النبيلة، بل على العكس، يمكن أن تقود إلى ما لا تحمد عقباه". ويختم مقالته بدعوة إلى التخفيف من حدة التعصب الرياضي، وذلك برفع المستوى الثقافي والوعي الرياضي لدى الجمهور، والتأكيد على أن الرياضة سباق ومنافسة شريفة، وجدت من أجل الفائدة وقضاء الأوقات واستثمارها فيما يفيد النفس والروح والمساعدة على تهذيبها، فلا ينبغي أن يكون أساسها التعصب، كما أن من أبسط حقائقها أن نتقبل الخسارة مثلما نفرح بالنصر. وتتوقف المجلة عند محطة مناخ الطاقة والاقتصاد لتطرق موضوع أهمية الغاز الطبيعي كمنتج يرتبط في أذهان الكثيرين بصورته، كواحد من أنواع المحروقات ليس أكثر. وفي مناخ العلوم والبيئة، فتحت القافلة موضوعاً علمياً حول «شكل» الماء والهواء، والقوانين التي تسود حركة السوائل. وتجول القافلة بقرَّائها على أسواق مدنهم لتصاحبهم في قراءة لواجهات المحلات التجارية، التي صار تنظيمها وتزيينها فناً وعلماً، يدرس في بعض المعاهد المتخصصة، نظراً لتعدد خطابات هذه الواجهات ولغاتها التعبيرية، وفق تنوع الغايات المتوخاة منها. وبالوصول إلى مناخ الثقافة والأدب، يطالع القارئ موضوعاً حول الذائقة الأدبية وعلاقتها بالثقافة العامة عند القارئ، في محاولة لاستكشاف العلاقة التفاعلية ما بين التربية والثقافة العامة من جهة، والذائقة من جهة أخرى، كما يتضمن الباب إطلالة على الرواية الأفريقية بشكل عام، مع توقف بالقدر الذي يفسح فيه المجال، أمام رواية "شرفة الكرامة" للأديب السنغالي مالك ضيا، وذلك بمناسبة حلول دولة السنغال ضيفة على معرض الرياض الدولي للكتاب الأخير. أما ختام هذا العدد فهو مع "الزر".. وطيفه الذي يصاحبنا في حياتنا اليومية، هذا الجسم الصغير جداً الذي تلامسه أصابعنا كل يوم عشرات ومئات المرات، وبه نتحكم بكل ما يحيط بنا في حياتنا، ومع ذلك، فهو قلَّما يستوقفنا لتأمل مكانته وتاريخه.. فيما يرى البعض أنه شارف على الرحيل.