تمكن مركز المصالحة بفريقه داخل المحكمة العامة بمحافظة جدة، من لم شمل أسرة بعد شتات دام طويلا، ونزاعات متعددة وصلت إلى عدد من الجهات الحكومية. وتعود التفاصيل المريرة التي احتضنتها عروس البحر الأحمر، إلى أن أسرة مكونة من أب وأم وبنتين، اشتد بينهم النزاع إلى أن وصل بإحدى البنتين إلى تقديم دعوى حقوقية ضد والدها بخصوص ملكية منزلهم، الأمر الذي انتهى قبل أن يحال للدائرة القضائية، بعد إتمام الصلح بين جميع الأطراف بمحضر صلح تنفيذياً، منهياً جميع الخلافات القائمة بينهم. صلح مؤثر قال المصلح والذي فضل عدم ذكر اسمه إن "هذا الصلح كان صلحا مؤثرا أبكانا نحن فريق مكتب المصالحة وفرحنا به إلى هذه الساعة، وما زالت حلاوته في فمي وأنا أتحدث إليكم به، مع أنه كان قبل أشهر عدة، إلا أن أثره ممتد علي شخصيا وعلى الزملاء المصلحين حتى الآن، وكذلك على الأسرة التي انتهى صلحها بالأحضان والفرح المحفوف بالدموع. وأضاف المصلح عن قضية هذه العائلة قائلاً: العداء كان بين البنت ووالدها كبير ومتعدٍ إلى الأم والأخت الصغرى، وأن كل واحد لديه دعوى عند الشرطة والنيابة العامة تنوعت بين قضايا ضرب واعتداء، وكانت العائلة مفككة إلى أبعد الحدود مع غياب الأب عن المنزل لظروفه ورفض المدعية لسكن أمها وشقيقتها معها وأنها تعاني من مشاكل مادية ومشكلات أخرى في عملها. وأشار إلى أن فريق المصالحة تمكن من حل جميع النزاعات بالتحدث مع جميع الأطراف وتقريب وجهات النظر، وبأسلوب نجح فيه المصلحون من طرق أبواب الحب والحنان والرحمة - وبفضل الله - أصطلح الجميع وبدأت الأسرة مرحلة استقرار يرجو مكتب المصالحة استمرارها للأبد. ونوه المصلح بأنه تم تدوين محضر بالصلح الذي اتفق عليه جميع أطراف النزاع برضاهم، حيث شمل إقرارهم بالشراكة في الفيلا وسكن الأم والأخت الشقيقة مع المدعية ومساعدة الأب، بالإضافة إلى توزيع جدول يثبت كافة حقوق المدعية وجميع ما بذلته وصرفته، وكذلك ما صرفه الأب. وأوضح المصلح أن الجميل في هذه اللحظات هو تسابق الجميع على الدعوات للولائم بهذه المناسبة السعيدة وخرجوا وهم يتبادلون الأحاديث الودية ممتزجة بفرحة الصلح ورجوع المياه لمجاريها وعبرات الندم على السنين الماضية التي لم تهنأ العائلة خلالها بالاستقرار العائلي والنفسي. وأكد أن هذا النزاع اتضح من خلال جلسة الصلح أن وراءه أسباب عدة تعود إلى غياب التواصل العاطفي بين أفراد الأسرة والغياب الدائم للأب عن أسرته، والذي خلق حواجز كبيرة تسببت بانفجار هذه القضايا التي وصلت إلى ما وصلت إليه من أحداث أليمة. ودعا المصلح الجميع إلى أن يكون الصلح مبدأ أساسيا عند حدوث أي مشكلة، سواء وصلت إلى أسوار المحاكم أو قبلها، ليأخذ كل ذي حق حقه برضا الأطراف.