مارس قيادات في الحزب الديموقراطي الأميركي، ضغوطا على زعيمهم باراك أوباما وإدارته من أجل اتخاذ قرارات حاسمة بالتدخل عسكريا في سورية أو فرض منطقة آمنة للمضطهدين السوريين، والفارين من أساليب القمع والتنكيل. جاء ذلك موازيا لوجود معارضة من قيادات أخرى داخل الحزب، التي تعارض تدخلا عسكريا أميركيا، وهو ما يعد خلافا امتد من الخلافات التي ظهرت داخل الحزب الجمهوري المعارض، لتتحول قضية الموقف من نظام الرئيس بشار الأسد إلى عنصر استقطاب صامت داخل الحزبين الأميركيين الكبيرين. وشرح العضو المسلم في مجلس النواب عن ولاية مينيسوتا كيث أليسون طبيعة الخلاف الديموقراطي الديموقراطي بقوله "يمكن أن نعثر على منطقين داخل قيادات الحزب بشأن سورية. الأول يستند على مبادئ حقوق الإنسان ويطالب بالتدخل، والثاني يستند على أن تجاربنا العسكرية في الخارج لم تكن ناجحة بصفة عامة". وأضاف أليسون "أنني أقود مجموعة مناهضة للحروب من أعضاء مجلس النواب. ولكنني على الرغم من ذلك أرى أن علينا أن نقيم منطقة آمنة على الحدود السورية يلجأ إليها المدنيون الفارون من قمع النظام. إن هذا الموقف لا ينبع من أي قناعة إديولوجية. إنه يبنع من حقيقة أن الأغلبية الساحقة من الأميركيين من أصول عربية كتبوا إلي أو اتصلوا بمكتبي لحثي على تبني موقف يساهم في تخفيف معاناة السوريين. ولم يكن باستطاعتي أن أغفل ذلك خاصة ممن يعيشون في دائرتي من العرب الأميركيين". وبدروها، قالت هيذر هيلبرت التي سبق أن عملت في البيت الأبيض إبان إدارة الرئيس بيل كلينتون إن الخلافات بين الديموقراطيين حول سورية تتسع. وأضافت "لا أعتقد أننا سنصل إلى رؤية موحدة في أي وقت قريب. فالدعوة إلى التدخل أو إلى إقامة منطقة عازلة تعني أنك تدرك أن ذلك قد يقود إلى حرب. وعلى أولئك الذين يدعون إلى منطقة عازلة أن يقولوا لناخبيهم بصراحة إنهم يدعون إلى الحرب بدلا من تخفيف العبارة بالقول إنهم يدعون فقط إلى مناطق عازلة إنسانية". ومن جانبه، قال بروس جنتلسون المستشار السابق لنائب الرئيس آل جور إن المشكلة ليست هي في التدخل من عدمه، وإنما في كيف يكون التدخل. وأضاف "لا يمكن لإنسان أن يتحمل مشاهد القتل في سورية دون أن يشعر بغليان داخلي. الجميع متفقون على ضرورة أن نفعل شيئا. ولكن المشكلة هي ماذا؟. إن كل الخيارات سيئة. لقد أدت حروب بوش السيئة إلى إقامة حاجز نفسي ومالي يحول دون تدخل ليس سيئا". من جهة أخرى، أكد وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيو في برلين أمس أن النظام السوري سينهار تحت ثقل الأزمة التي يجب تفادي امتدادها إلى الدول المجاورة مثل لبنان.