أطلقت السعوديات 36 حملة إلكترونية على مدار عام كامل، لإيصال أصواتهن في قضايا جوهرية تمس حياة المرأة مثل التوظيف والإعانات الاجتماعية والعنف الأسري وتعدد الزوجات. وما تزال الحملات التي تطلقها النساء متواصلة وتستقطب آلاف الزوار، ووصل عدد الزوار في أحد المواقع إلى 27 ألف زائرة وزائر. وتتباين أهداف الحملات النسائية من خلال طريقة الطرح، فهناك أهداف حقوقية وأخرى خيرية، ورغم تعدد الحملات إلا أن مختصين يرون حاجة تلك الحملات إلى التفاعل الرسمي لتحقيق مطالبها، بالإضافة إلى اعتمادها على الإحصائيات والدراسات العلمية، حتى لا تفقد تأثيرها. وأوضح عضو مجلس الشورى الدكتور سالم القحطاني ل"الوطن" أن الحملات الإلكترونية ليست مرجعاً رسمياً نلتفت إليه في أطروحاتنا، مبيناً أن القضايا التي يناقشها مجلس الشورى تشترط الرسمية والاستبيانات العلمية والأوراق الواضحة، عبر موقع مجلس الشورى الإلكتروني أو من خلال استقبال المعاريض من المواطنين. وقلل القحطاني من جدوى استخدام الحملات الإلكترونية في تصعيد قضايا المواطنات السعوديات المطروحة بالمجلس، مشيراً إلى أن اللجان الفنية التابعة للمجلس هي الجهة المعنية بذلك. صوت مسموع وأوضحت مشرفة موقع صوت المرأة السعودية فوزية العيوني أن الحملات تلقى صدى وفاعلية، حيث قادت هذه الحملات الإلكترونية الجهات المعنية إلى تبني إصدار قرارت حاسمة، مثل عمل المرأة في المحال النسائية، إلى جانب زواج القاصرات وتصعيد قضية زواج القاصرات، والتي لاقت تجاوباً من وزارة العدل، وأشارت العيوني إلى أن بعض الحملات وإن لم يصدر بشأن مطالبها قراراً رسمياً من الجهة المعنية، إلا أنه ينتج عنها تجاوب وتعاطف من الجهات، موضحةً أن الانتشار وتصاعد الأعداد، برهان على نجاح تلك الحملات. مرجعية للباحثين وأضافت العيوني: من فوائد المواقع الإلكترونية التي تعلن عن الحملات مثل موقع صوت المرأة السعودية، تسهيل إمكانية رجوع بعض الباحثين لها، حيث يرجع بعض الباحثين لحالات مطروحة في المواقع، وهناك قسم خاص وإحصاءات تخص المرأة لدينا في الموقع، كما أنه هناك مواقع تعتبر مواقع عرض لكل ما يتعلق بالمرأة السعودية والطفل والقوانين والأنظمة، لرفع مستوى توعية المرأة، ولمعرفة حقوقها عبر الشريعة والأنظمة والقوانين، وقالت إن الحملات من منظور علمي بحت لا تعتبر مرجعا. صوت جديد من جهتها أكدت المستشارة في مجلس الشورى والعضو الأكاديمي في قسم الاقتصاد بجامعة الملك سعود الدكتورة نورة اليوسف في حديثها ل"الوطن" أن وصول عدد الزوار لمواقع تلك الحملات إلى أرقام كبيرة يجعل لها تأثيرا جماهيرياً، كونها منبرا للعديد من الأصوات وهي تمثل الإعلام الجديد، موضحةً أن تنوع الشرائح وسهولة الوصول للمواقع تصبان في مصلحة النتائج بالنسبة لتلك الحملات، كونها تستقطب أعداد كبيرة لتغطي شريحة واسعة من النساء في المجتمع. وعن مدى فاعليتها، أكدت اليوسف أنه يفترض الالتفات إلى تلك المطالب كونها لها تأثير عددي وكمي. التقنين والمصداقية وأوضحت الأكاديمية والباحثة في التخصصات الاجتماعية في جامعة الإمام الدكتورة بثينة المحمد، أن الحملات التي تقودها نساء للمطالبة بأشياء، لابد من تقنينها، وإبعادها عن العشوائية، خاصة وأنها لا تخضع لدراسة مسبقة، مضيفةً أن عدداً كبيراً من تلك الحملات تطالب بأمور ترفضها شرائح فكرية أخرى في المجتمع، وأفادت أن الاستبيان العلمي للخروج بنتائج محددة قد يكون أفضل من الاعتماد على معرفة التوجهات من خلال تلك الحملات.