تصاعدت وتيرة الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، ودخلت مؤخرا منعطفا جديد أطلق عليه المحللون "حرب العملات"، بعدما خفضت الصين العملة اليوان إلى أقل مستوى منذ 2008، وهو ما دعا وزارة الخزانة الأميركية لوصف الصين ب"المتلاعبة بالعملة". وحدد تقرير نشره موقع npr أربعة سيناريوهات قد تحسم مستقبل حرب العملات بين القوتين العظميتين. سيناريوهات الحرب ما يحدث بين الولاياتالمتحدةوالصين هو حرب عملات غير اعتيادية، وهي الحرب التي ستتدخل فيها الولاياتالمتحدة كي تواجه تأثيرات عملة الصين الضعيفة أو قد تقوم كلا الدولتين باتخاذ الخطوات من أجل زيادة قيمة عملة الطرف الآخر، النسبية مع عملتهم الخاصة بهم، وفق أربعة سيناريوهات: 1- بإمكان الولاياتالمتحدة أن تهدد بشراء كميات كبيرة من سندات الحكومة الصينية، الأمر الذي سيرفع من قيمة اليوان، حتى وإن أرادت الصين أن تخفض من قيمته. - الرد الصيني: بإمكان الصين أن تواجه ذلك عن طريق شراء سندات الخزانة الأميركية، مما يرفع من قيمة الدولار، كما أن الصين منذ فترة طويلة وهي تحاول أن تدفع بعملتها للاستحواذ على الدولار في النفوذ العالمي 2- قد تستمر الولاياتالمتحدة في خلاف العملات ووصف الصين بالمتلاعبة - الرد الصيني: ستقوم الصين ربما بتسريع عولمة الرنمينبي كعملة للتداول العالمي مستخدمة اسما بديلا لليوان 3- قد تقوم إدارة ترمب بإنشاء مبرر قانوي لرفع الرسوم الجمركية على السلع الصينية إلى الولاياتالمتحدة كي تعوض أي ميزة مكتسبة من اليوان الأضعف - الرد الصيني: قد تفرض الرسوم الجمركية على الواردات الأميريكية كجزء من الحرب التجارية المستمرة 4- قد تبدأ الولاياتالمتحدة المفاوضات مع الصين عن طريق صندوق النقد الدولي، ولكن مثل هذه المفاوضات قد تكون رمزية؛ حيث إن الولاياتالمتحدة تفتقر إلى السبل القانونية للانتقام من الصين بسبب التلاعب بعملتها. لماذا انخفضت قيمة عملة يوان ؟ يشير البنك المركزي لجمهورية الصين، بنك الصين الشعبي، كل صباح إلى مقدار معدل سعر صرف العملة المطلوب لعملة يوان، وكم ستبلغ قيمة اليوان وتسمح له بالارتفاع أو الانخفاض طوال اليوم، وخلال ال11 عاما الماضي، أبقت الصين عملتها تحت النسبة الرمزية 7إلى1 بالنسبة للدولار، حتى الأسبوع قبل الماضي الماضي. ومنذ سنة 2016، كانت السياسة المالية بالفعل لدعم قيمة اليوان. وخلال الأشهر العديدة الماضية، أصبح ضغط السوق نحو اليوان أضعف، وبدأت الصين بمقاومة انخفاض قيمة اليوان، كما قال براد سيستر، أحد كبار الأساتذة في مجلس العلاقات الخارجية وخبير سابق في شؤون الموظفين في وزارة الخزانة بالولاياتالمتحدة. وتمر الصين الآن بأعراض الاقتصاد المتباطئ، حيث إن الديون المحلية والقطاع الصناعي القديم يرهقانها، كما أن خبرائها قد تضرروا بسبب رسوم أميركا الجمركية التي تم فرضها خلال العام الماضي، مما يزيد من الضغط أكثر على اليوان، ولذلك فإن انخفاض قيمة اليوان الآن يجعل من العملة أقرب إلى ما يصفه خبراء الاقتصاد بقيمة السوق الحقيقية. والصين ليست مطالبة بمقاومة ضغط السوق من أجل عملة أضعف"، كما قال سيستر. فيما يقول المحللون، لقد استسلمت الصين أمام الضغوط المالية، مما تسبب بشكل كبير برسوم الولاياتالمتحدة الجمركية، ولدى العملة الأضعف ميزة جعل سلع الصين أرخص بالنسبة للمشترين الأميركيين، مما قد يعوض بعضا من الرسوم الجمركية. هل الصين متلاعبة بالعملة؟ قانون إنفاذ التجارة 2015 يضع 3 معايير، لما يُعتبر تلاعبا: فائض ثنائي سنويا قدره 20 مليار دولار مع الولاياتالمتحدة، فائض كبير في الحساب الجاري بشكل كاف (فوق 30%من إجمالي الناتج المحلي السنوي للدولة) و"التدخل أحادي الجانب المستمر" في سوق صرف العملات، لخفض قيمة عملتها. وتقوم الصين بدقة بإدارة عملتها كي تحافظ على اليوان مستقرا وبالقيمة المستهدفة عن طريق مجموعة من التدابير، ومنها غالبا عبر شراء وبيع سندات الدولار الأميركية والتحكم بتدفق اليوان من حدودها، ولكن هذه الأنشطة لا ترفع من مستوى تلاعب العملة، كما قال الخبراء في الصينوالولاياتالمتحدة. وقال وانج هويياو، رئيس خلية التفكير التي يقع مقرها في بكين "مركز الصين والعولمة" و مستشار لمجلس وزراء الصين: شخصيا أرى هذا كتكتيك أميركي لوضع ضغط إضافي على الصين. ويقول سيستر إنه كانت هنالك فترة قامت الصين فيها بتأهيل نفسها بشكل لا شك فيها كمتلاعبة بالعملة. من 2003 وحتى حوالي 2013، كما يقول، قامت الصين بالتدخل باستمرار لتقليل قيمة اليوان عن طريق شراء مليارات الدولارات في العملة الأجنبية، وعندما تشتري الصين الكثير من الدولارات، فإنها تجعل من عملة الولاياتالمتحدة أغلى ثمنا بالنسبة لليوان، وذلك يعني أن العملة الصينية تصبح أَضعف، و مع ذلك فإن اشتكت الولاياتالمتحدة، ولكنها لم تعلن أن الصين متلاعبة بالعملة.