لاتزال أثار التوترات التجارية، بين الولاياتالمتحدةوالصين تضغط على الاسواق العالمية، وتثير موجات بيع في الاسواق المالية، في الوقت الذي قال فيه بنك جولدمان ساكس إنه لم يعد يتوقع أن تتوصل الولاياتالمتحدةوالصين لاتفاق لإنهاء نزاعهما التجاري الذي طال أمده قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي ستُجرى في نوفمبر 2020 مع ميل صانعي السياسات في أكبر اقتصادين في العالم "لاتباع نهج متشدد". وتوقع البنك حاليا أن يقوم مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بخفضين متتابعين لأسعار الفائدة "في ضوء تنامي مخاطر السياسة التجارية وتوقعات السوق بخفض أكبر بكثير لأسعار الفائدة وتزايد المخاطر العالمية المتعلقة باحتمال خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق". ويأتي التعليق على التجارة بين الولاياتالمتحدة والصن ومراجعة التوقعات الخاصة بالمركزي الأمريكي بعد أن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي إنه سيفرض رسوما بنسبة عشرة بالمئة على واردات صينية بقيمة 300 مليار دولار اعتبارا من أول سبتمبر أيلول مما يؤجج التوترات التجارية مع بكين. وكتب يان هاتسيوس كبير الاقتصاديين لدى جولدمان ساكس في مذكرة تعليقا على الخطوات الأمريكية الأخيرة إن تحرك واشنطن "يشير إلى أن الجانبين في الصراع التجاري يتخذان مواقف أكثر تشددا بما يقلل احتمالات التوصل إلى حل على المدى القريب". وصنفت الولاياتالمتحدة رسميا الصين الإثنين دولة تتلاعب بالعملة واتهمت بكين بإضعاف اليوان في وقت تتصاعد الحرب التجارية بين الدولتين. وجاءت الخطوة الأميركية عقب سماح الصين في وقت سابق الإثنين لعملتها بالانخفاض إلى أدنى مستوياتها مقابل الدولار خلال عقد تقريبا، ما تسبب بإطلاق الرئيس دونالد ترامب وابلا من التغريدات الغاضبة. وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن الوزير ستيفن منوتشين "وبموافقة الرئيس ترامب صنف الصين دولة تتلاعب بالعملة". وانخفض اليوان إلى ما دون 7 مقابل الدولار الإثنين، بعد أيام على إعلان ترامب عن خطط لزيادة الرسوم الجمركية على مزيد من السلع الصينية المستوردة بقيمة 300 مليار دولار، متهما بكين بعدم الوفاء بالتزاماتها في المفاوضات لإنهاء النزاع التجاري المستمر منذ عام بين الدولتين. وتمثل الخطوة تحولا مفاجئا في السياسة الأميركية. وكان ترامب قد خاض حملته الانتخابية مع وعود بإعلان الصين دولة تتلاعب بالعملة، لكن منذ توليه الرئاسة امتنع عن القيام بذلك -- حتى يوم الإثنين. ونتيجة لذلك سيدعو منوتشين صندوق النقد الدولي إلى "إلغاء المزايا التنافسية غير العادلة التي خلقتها الإجراءات الصينية الأخيرة"، بحسب وزارة الخزانة. وكانت وزارة الخزانة قد أدرجت الصين في آخر تقاريرها على "لائحة مراقبة" الدول العرضة لمراقبة دقيقة بسبب ممارساتها الخاصة بالعملة. وسجلت العملة الصينية استقرارا امس. وقالت الصحيفة الرسمية الناطقة بلسان الحزب الحاكم في الصين امس إن الولاياتالمتحدة "تدمر النظام العالمي عن عمد" بعد يوم من تصنيف واشنطنبكين متلاعبا بالعملة في حرب تجارية متصاعدة على نحو سريع. وجاء هذا الاتهام بعد تراجع حاد لليوا وأدى إلى شقاق أكبر بين أكبر اقتصادين في العالم وسحق أي آمال بالتوصل لحل سريع لحربهما التجارية الممتدة منذ عام. واتسع نطاق النزاع ليتجاوز الرسوم الجمركية ويصل إلى مجالات أخرى مثل التكنولوجيا، ويحذر محللون من إن الإجراءات الانتقامية المتبادلة قد تتسع في النطاق والشدة مما يؤثر سلبا بدرجة أكبر على نمو الاقتصاد العالمي. وسجلت الأسهم الأوروبية انخفاضا طفيفا امس واستقرت قليلا، بعد أن سجلت أكبر هبوط لها على مدى يومين في أكثر من ثلاث سنوات، في الوقت الذي هدأت فيه بيانات ألمانية بعض الشيء من المخاوف المتعلقة بالتصعيد الذي شهدته التوترات التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين على مدى الأسبوع المنصرم. وبحلول الساعة 0714 بتوقيت جرينتش، هبط المؤشر ستوكس 600 الأوروبي 0.1 بالمئة فقط فيما سجل المؤشر فايننشال تايمز 100 البريطاني أداء دون سائر السوق. وأظهرت بيانات ألمانية ارتفاعا في الطلبيات الصناعية بنسبة 2.5 بالمئة في يونيو حزيران مقارنة مع الشهر السابق في أكبر قفزة لها منذ أغسطس 2017. وارتفع المؤشر داكس الألماني 0.3 بالمئة مدفوعا بتلك البيانات وقاد قطاع السيارات الذي تهيمن عليه شركات ألمانية المكاسب بين مؤشرات القطاعات الفرعية. وتراجعت الأسهم اليابانية امس لأدنى مستوياتها منذ أوائل يناير، مدفوعة بهاجس وقوع حرب تجارية كاملة بين الصينوالولاياتالمتحدة بعد أن صنفت واشنطنبكين على أنها متلاعبة بالعملة. وعلى الرغم من أن السوق قلصت ما يزيد عن نصف الخسائر التي سجلتها في وقت سابق، إذ تلقت الدعم من عوامل بينها استقرار اليوان الصيني، فإن المستثمرين ما زالوا حذرين بفعل تصاعد الضبابية بشأن آفاق الاقتصاد العالمي. وانخفض المؤشر نيكي القياسي 0.65 بالمئة ليغلق على 20585.31 نقطة بعد أن هوى 2.94 بالمئة خلال الجلسة وبلغ أدنى مستوياته منذ العاشر من يناير، وخسر المؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.44 بالمئة إلى 1499.23 نقطة. وارتفعت أسعار النفط ما يزيد عن واحد بالمئة أمس في الوقت الذي يشتري فيه متعاملون يراهنون على انخفاض الأسعار مجددا عقودا لجني الأرباح بعد الانخفاضات التي سجلها الخام على مدى الجلسات الثلاث الماضية بسبب تصاعد التوترات التجارية بين الصينوالولاياتالمتحدة. واستقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوى لها في ست سنوات مع إقبال المستثمرين على الملاذ الآمن بعد أن صنفت الولاياتالمتحدةالصين على أنها دولة تتلاعب بالعملة، وبحلول الساعة 0543 بتوقيت جرينتش، انخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 1461.51 دولار للأوقية (الأونصة)، بعدما بلغ أعلى مستوياته منذ مايو 2013 عند 1474.81 دولار في وقت سابق من الجلسة. متعاملون يراقبون تحركات العملة الصينية في أحد البنوك الكورية الجنوبية «أ ف ب»