يستولي بعض الأزواج على رواتب زوجاتهم العاملات بدواع مختلفة، أبرزها واجب مشاركتها في تحمل مصاريف المنزل، وتكاليف الحياة، وأمام إصرار الزوج تضطر الزوجة إلى التنازل عن راتبها، وينعكس ذلك عليها في شكل ضغوط قد تقودها إلى الأمراض النفسية، وأكدت دراسة أعدها الأستاذ بجامعة أم القرى الدكتور محمد الكسناوي أن 60 % من الأزواج في المملكة يمارسون عملية الاستنزاف المادي مع زوجاتهم. تقول أخصائية الطب النفسي الدكتورة هدى حسن إن "صحة المرأة العاملة النفسية تتأثر بشكل سلبي يصعب علاجه أحيانا من جراء الابتزاز الذي تتعرض له من قبل شريك الحياة، عندما يستولي الأزواج على الراتب الشهري للزوجة، مما يخلق لديها دوامة من الضغوط التي قد تدهور صحتها النفسية". وترى أخصائية الإرشاد النفسي مريم العنزي أن "عمل المرأة مرتبط بسلسلة من الإيجابيات تنعكس على صحتها النفسية، فمن خلال الخروج من المنزل للعمل تشعر بأنها منتجة، وأنها قادرة على المساهمة في مساعدة زوجها وأسرتها، فتشعر بالسعادة والسرور، لأنها قادرة على تحقيق ذاتها". وأضافت أن "بعض النساء العاملات يتعرضن لسلب الراتب من قبل الزوج أو الأهل في حال لم تتزوج بعد، وينعكس ذلك على صحتها، وتكون عرضة للأمراض النفسية، تقول "تشعر المرأة التي يسلب راتبها دونما وجه حق بالظلم والضعف، فتشعر بالاكتئاب والإحباط والقلق، وبالتالي تجد صعوبة في التكيف في مجال عملها، وهذه الضغوط التي تتعرض لها المرأة العاملة تكون مرتعا خصبا للإصابة بمختلف الأمراض النفسية والجسدية". وتقول ف. ل (معلمة في المرحلة الثانوية) "زوجي يتصف بالطمع والجشع، ويجبرني على التنازل عن راتبي كل شهر، ولا أجني منه سوى القليل الذي بالكاد يفي بمتطلباتي الخاصة، وفي اليوم الذي يسبق استلام الراتب يقوم بإخراج الآلة الحاسبة لمراجعة الحسابات والمتطلبات الوهمية التي ينسجها للحصول على الراتب بأكمله، وبمجرد استلامي للراتب أضطر للخضوع الإجباري، وأتنازل عنه للمحافظة على كيان الأسرة". ع. س اقترضت مبلغا من المال، فكافأها زوجها بالزواج بأخرى، حيث تقول "أقنعني زوجي بضرورة الاقتراض من البنك لبناء منزل على قطعة أرض يملكها، ورحبت بالفكرة، وهرعت مسرعة إلى البنك، لأوقع العقد مع موظفة البنك، وأنا أتخيل المنزل الذي سنعيش فيه بكل تفاصيله، واستلمت المبلغ، وسلمته لزوجي حتى ينسق مع مقاول للبناء، ولكن للأسف قام بالتنسيق مع أهله لخطبة فتاة، كل هذا دون علم مني إلى أن وجدت وبالصدفة عقد النكاح، مما تسبب لي بصدمة نفسية وعاطفية، فطلبت الطلاق لأستعيد جزءا من كرامتي التي قضى عليها. أم سعد (معلمة في المرحلة الابتدائية) تقول "أهديت والدي بطاقة الصراف الآلي الخاصة بي، وأنا في الكوشة أمام زوجي والحضور، وبعد أن ذهبنا إلى منزلنا تحدث في الأمر مبديا اعتراضه، فواجهته بأننا مازلنا في البداية، وله الحق في التراجع عن الزواج والانسحاب، فرضخ للأمر الواقع، في المقابل حفظ والدي لي حقوقي بجمع رواتبي في حساب خاص بي".