كشف ناجون من مذبحة بلدة الحولة السورية أن مسلحين وصلوا قبل غروب الشمس بقليل بعضهم يرتدي زيا عسكريا والبعض الآخر ملابس مدنية قبل أن يقتادوا عائلات بأكملها إلى غرف ويقتلوهم بدم بارد. وقالت امرأة مصابة بجروح في لقطات فيديو نشرها ناشطون إن مسلحين يرتدون زيا عسكريا دخلوا منزلها واقتادوا أفراد أسرتها مثل "الغنم" وبدؤوا إطلاق النار عليهم. وقالت المرأة التي كانت ترقد بجوار مصابة أخرى بالقرب من رضيع فيه إصابات في الصدر إن والدها وشقيقها الوحيد لقيا حتفيهما وقتل أيضا سبعة من أخواتها. وقال ناشطون وناجون إن جنودا وميليشيا "الشبيحة" الموالية للأسد والمشكلة من الأقلية العلوية التي ينتمي إليها هم الذين نفذوا الهجوم على سكان القرية السنة. وذكرت امرأة لم تكشف عن هويتها في لقطات فيديو أنهم من الشبيحة وجاؤوا من قرى قريبة. وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة روبرت كولفيل إن 49 طفلا و34 امرأة كانوا بين القتلى في حين قتل أقل من 20 شخصا في القصف. وأفاد الناشط ميسرة الحلاوي الذي قال إنه شاهد أحداث الجمعة الماضية "قرب حلول الليل تعرضت تلداو لقصف عنيف بالدبابات والصواريخ... قتل عدد من الأشخاص وانسحب الثوار" . وتابع أن ميلشيات الشبيحة من قرى علوية محيطة دخلوا تلداو حوالي الساعة السادسة مساء تحت غطاء نيران الجيش. وأوضح الحلاوي وشهود عيان أجرت منظمة هيومان رايتس ووتش مقابلات معهم أن كثيرا من أعمال القتل وقع على الطرف الجنوبي من تلداو على طريق يؤدي إلى الجنوب نحو قرى علوية. وذكر أنه غامر بالتجول في شوارع تلداو حوالي الساعة الثامنة والنصف مساء "ورأيت كثيرا من الناس مقتولين في منازلهم على طريق السد المؤدي إلى القرى العلوية". وفي لقطة أخرى ظهرت طفلة أصيبت فيما يبدو برصاصة في عينها اليمنى وخضبت الدماء جانبها الأيمن. وفي تصوير آخر وصف طفل ما يقول إنه شاهده. ويقول الطفل إن الجنود وصلوا وبدأت أمه في الصراخ بعدما أخذوا شقيقه وأعمامه فصوبوا البنادق نحو رأسها وأطلقوا عليها الرصاص خمس مرات. وقال الصبي إن جنديا عثر عليه مختبئا فأطلق عليه النار لكن الرصاصة لم تصبه. وأضاف أنهم كانوا 11 بعضهم بملابس عسكرية وبعضهم مدنيون حليقو اللحى والرؤوس في إشارة إلى الشبيحة. وقال إنه ترك المنزل مرتعدا وإنه شاهد جثث أخته وأمه وإخوته في أسرتهم جميعا. إلى ذلك أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن فتى سوريا قتل في الحولة بمحافظة حمص إثر إصابته برصاص قناصة في بلدة تلداو التي تشهد إطلاق رصاص كثيف وتسمع فيها أصوات انفجارات مصدرها القوات النظامية السورية". وأضاف "تسمع أصوات إطلاق نار كثيف في بلدة تلداو بمنطقة الحولة تترافق مع أصوات انفجارات ناتجة عن قذائف من قبل القوات النظامية السورية وتتجمع سيارات تضم عناصر من القوات النظامية في محيط المنطقة".