في السنوات الأربع الأخيرة ارتفعت درجة حرارة الأرض بسبب انبعاث الغازات الدفينة في الغلاف الجوي، مما سرَّع الاحتباس الحراري مع ارتفاع كمية ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الأخرى. ولكن صيف 2019 حطم الأرقام القياسية في ارتفاع درجات الحرارة التي وصلت إلى الخمس والخمسين تقريبا! وقد بدأ صيفنا بداية قوية فضج بعضنا ضجيجا مبالغا فيه كأنهم يعيشون الصيف الحارق لأول مرة، أو كأن بلادنا كانت معتدلة الأجواء وارتفعت حرارتها فجأة! عندنا الصيف كحد السيف، محمل بريح السموم، يأتي بالهموم ولو كنت بين الغيوم! إنه لافح للوجوه مصحوب بالعجاج لدرجة أننا نرى السراب في شوارعنا حتى يخيل إلينا أننا في الصحراء! ومع ذلك نكد، ونشقى، ونعمل في هجيرة في الأماكن المكشوفة، ونحن نشرب الشاي، ونحتسي القهوة متناسين أن القوانين الدولية تمنع العمل في الأماكن المكشوفة إذا وصلت درجة الحرارة إلى الخمسين وما فوق، ويعطى العامل أجره كاملا. إن وزارة العمل تمنع العمل في الأماكن المكشوفة من الساعة الثانية عشرة مساء إلى الثالثة مساء في شهري يوليو وأغسطس من كل عام. والعجيب أنه إذا امتنع العمال عن أعمالهم صاح أصحاب الأعمال: إن غزوة بدر وقعت في رمضان صيفا! في الصيف تضعف الدافعية للعمل والإنتاج حتى مع تشغيل المكيفات، وفيه تتوتر النفوس خاصة من قبل طلابنا الذين ينعمون بآخر أطول إجازة صيفية، وفيه يسيح المترفون والقادرون في بلاد الله الباردة، مثل: أوروبا التي ما سلمت من ارتفاع الحرارة فيها ارتفاعا كبيرا. في الصيف غصات وآلام نتذكرها بأسى وألم، وهي ارتفاع فواتير الكهرباء التي نتمنى أن تنظر فيها شركة الكهرباء السعودية نظرة رحيمة، مع تقديرنا لجهودها العظيمة في توفير الكهرباء. مع كل ما سبق يجدر بنا أن نحول ألم الصيف إلى أمل بأن الرسول (ص) كان يدعو عند اشتداد الحر: «اللهم أجرني من حر جهنم». وألا نثبط أنفسنا عن العمل، والسعي فيه، وأن نكيف حياتنا وفقه، ونصبر على ما أصابنا فيه من شدة، ونتذكر أن نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون.