بدأ الجرّاحون يتعلمون استخدام أكثر من مجرد المشارط والملاقط. في العقد الماضي، عدد متزايد من المؤسسات الطبية قد استثمرت في منظومة دا فينشي الجراحية، أكثر جهاز شيوعا كان يُستخدم من أجل إجراء الجراحة بمساعدة الروبوت أو الجراحة الروبوتية. مقارنة بالجراحة المفتوحة، فإن الجراحة الروبوتية تكون غازية بأدنى حد، وتكون فترة التعافي عادة أقصر، مما يجعل من التكنولوجيا جذابةُ لدى المرضى والأطباء، ولكن نظام دا فينشي الجراحي نظام مكلف، حيث إنه يكلف ما يصل إلى 2 مليون دولار، وكشفت الدراسات المؤخرة بأنه بالنسبة للعمليات المؤكدة فقد تؤدي في بعض الأحيان إلى نتائج بعيدة المدى أشد سوءا، مقارنة بالأنواع الأخرى من الجراحة. ممارسة شائعة أصبح الروبوت ممارسة شائعة في بعض التخصصات، مثل جراحة المسالك البولية وأمراض النساء، ومن المتوقع لذلك النمو أن يستمر، الأمر الذي يعني بأن المزيد من الجراحين يتعلمون استخدام هذا الجهاز. "ليس بالضرورة أن نقول (هل الروبوت أفضل؟)"، كما قال مدير البرنامج التدريبي الروبوتي في مستشفى جامعة ألاباما الدكتور كينيث كيم: الروبوت ما هو إلا مجرد أداة أخرى يجب عليهم إتقانها مثل أي أداة جراحية أخرى. منحى مختلف إتقان الروبوت قد يكون أمرا صعبا، فالجراحة المفتوحة، مثل المقص، فالكل يتعلم كيفية استخدام المقص في الروضة"، كما قال كيم، "الجميع يعرف، وظيفيا، كيف يستخدم المقص، ولكن في الروبوت، فالأمر مختلف كليا، حيث إنه أداة جديدة وأكثر تعقيدا، لذلك فله منحنى تعلم مختلف". روبوت دا فينشي لا يعمل بشكل ذاتي، على الأقل ليس بعد، بدلا من ذلك، فإنه يعمل تقريبا مثل لعبة الفيديو، يجلس الجرّاح في محطة وحدة التحكم ويستخدم أجهزة التحكم باليد والقدم كي يحاكي الجزء الجراحي المنفصل المرتبط بالمريض. الجراحة الافتراضية أحد الطرق التي يشعر الأطباء فيها بالراحة مع الجهاز هي إجراء الجراحة في الواقع الافتراضي، في المعاهد التدربية، مثل جامعة ألاباما، المقيمون الجراحيون يستخدمون المحاكاة لإكمال المهام الشهرية وممارسة العمليات الشائعة. المقيمة طبيبة النساء والولادة تيريزا بويتانو تقول بأن التمارين تساعد على تطوير مهارات يمكن تطبيقها بشكل مباشر في غرفة الجراحة، خلال أحد هذه المهام، تقوم بويتانو بتحريك يدي الروبوت لوضع الحلقات الملونة بدقة مع المسامير المقابلة. وأكدت بويتانو. "أنت دائما تحاول أن تكون متقدما في اللعبة، وفي نفس الوقت كذلك تتأكد من أنك لا تقوم بأي أخطاء". إذا قامت بخطأ ما، فإن الجهاز سيخبرها بذلك، تقول كيم بأن المحاكات الأكثر حداثة تأتي مزودة بتكنولوجيا تتبع الحركة، لذلك في حين تدريب بويتانو على مهمة أو القيام باستئصال الرحم في الواقع الافتراضي، فإن جهاز المحاكاة يقوم بتسجيل حراكاتهم، مدى دقتها في استخدام يدي الروبوت، أو مدى سرعتها في إكمال التمرين، وذلك يقدم بيانات موضوعية حول مستوى الأداء الجراحي. تكنولوجيا المحاكاة أشار مدير الجراحة الروبوتية في مركز روزويل بارك الشامل لعلاج السرطان في نيويورك الدكتور خورشيد جورو، أن تكنولوجيا المحاكاة هذه تساعد على توحيد عملية التدريب، يقول جورو بأن الخطوة التالية ستكون عندما يتخصص الجراحون في عمليات مختلفة. التدريب الروبوتي درست الدكتورة من جامعة ولاية أوهايو مونيكا هاجان فيتر برامج التدريب الروبوتي وأن استخدام جهاز المحاكاة لقياس القدرة الجراحية يساعد على ضمان أن لدى الجراحين مستوى من المهارة، قبل أن يجروا بالفعل الجراحة على الناس. "بإمكانك تعلم خطوات العملية"، كما قالت فيتر، "ولكن إذا لم تكن تعرف كيف يعمل الروبوت، أو لم تعرف كيف تستكشف أخطاء الروبوت أو ماذا يجب أن تقوم به في حالات الطوارئ، حينها حتى وإن استطعت أن تقوم بأفضل عملية استئصال رحم في العالم، وأنت تعرف جميع الخطوات وجميع الأدوات، فأنت تظل غير آمن للقيام بها".
