كشفت الشؤون الاجتماعية في منطقة حائل أمس عن حالة عنف أسري جديدة لطفلة تدعى "نورة" تعرضت للتعذيب على يد والدتها التي أقدمت على ذلك لأن ولادة طفلتها تزامنت مع سقوط العاصمة العراقية بغداد على يد القوات الأميركية عام 2003. وذكر مدير عام الشؤون الاجتماعية في المنطقة سالم السبهان في تصريحات إلى "الوطن" أن الأم من أصل عراقي وحصلت على الجنسية بعد زواجها من مواطن. وأضاف أن الأم دأبت على معاقبة ابنتها دائما وكان آخرها ضربها بالسلاسل في مناطق مختلفة من جسدها وطعنها. وبدأت رحلة الكشف عن ما تتعرض له الطفلة نورة من المدرسة التي تدرس فيها عندما اكتشفت المدرسة أن الفتاة تعاني من نزيف دموي في بعض الأجزاء من جسمها وعلى ضوء ذلك تم نقلها إلى الوحدة الصحية لعلاجها حيث تبين في تقرير الوحدة الصحية أنها تعرضت لطعنات بآلة حادة. وتم إبلاغ الشؤون الاجتماعية بالحادثة وعلى الفور شكلت لجنة للتحقيق والمتابعة في قضية الفتاة. وقال السبهان إن قضية الطفلة معروفة لدى الجهات المختصة وسبق أن تم إرسال خطاب إلى إمارة المنطقة وخطاب آخر إلى إدارة التربية والتعليم في حائل، حيث سبق وأن أمنت الجهات ذات العلاقة عملا لوالدة الطفلة كونها تعاني ظروفا اقتصادية صعبة في ظل إصابة والد الطفلة بجلطة دماغية أقعدته عن العمل. فيما تكفلت الجمعية الخيرية بدفع إيجار منزل الأسرة وقدم لهم الضمان الاجتماعي مبلغ 30 ألف ريال كمساعدة لهم. وأضاف السبهان أن والدة الطفلة ذكرت للجنة التحقيق أن سبب تعنيفها لابنتها نورة هو أنها متشائمة منها كون ولادتها صادفت يوم سقوط بغداد على يد القوات الأميركية ووفاة والدها ووالدتها هناك. وأشار إلى أن الأم أكدت للجنة التحقيق أنه لو أخذت الفتاة منها فإنها ستقدم على الانتحار. من جهتهن، أكدن معلمات نورة أنها فتاة خلوقة ومجتهدة ومتفوقة لكنها كثيرة الغياب وأنها تحضر عادة إلى المدرسة وتبدو عليها آثار كدمات وإصابات في اليدين والوجه والرقبة، وعندما نسألها عن سبب تعرضها لذلك تمتنع عن الجواب. إلى ذلك، أكدت مصادر "الوطن" أن الفتاة أدخلت الأسبوع الماضي إلى مستشفى الملك خالد بعد تعرضها لإصابات بآلة حادة. من جهته، قال الناطق الأمني في حائل المقدم عبدالعزيز الزنيدي إن الجهات الأمنية لم تبلغ بالحادثة حتى الآن.