سخر بعض الطلاب تقنيات الاتصال الحديثة كالهواتف النقالة ذات الخدمات المتعددة لمحاولة الحصول على بعض الإجابات الصعبة عليهم أثناء الاختبارات. ووفقا لبعض مديري المدارس، فقد لجأ بعض الطلاب إلى حفظ المقرر ببرامج الملاحظات في أجهزتهم النقالة بهدف الاطلاع عليها في غفلة من المراقب. وأوضح مدير ثانوية مأرز الإيمان فهد الإمام أن من طرق الغش التي لجأ إليها بعض الطلاب شراء "سماعات إلكترونية" بحجم "حبة الحمص"، تدخل في عمق الأذن مرتبطة بجهاز إرسال واستقبال مع شخص بعيد. وبين أن الطالب يضبط جهازه الجوال على الرد الآلي، ومن ثم يتصل برفيقه الذي يقبع خارج المدرسة ليتلقى المعلومات منه، كما يستخدم أحدهم أحد برامج الأجهزة الحديثة والذي يعرف ب"درب بكس drop box"، الذي يتيح للمستخدم إنشاء مساحة خاصة به على الإنترنت لتخزين ما يشاء من الملفات ومزامنة الملفات بين أجهزة الهواتف الذكية مهما كان نظامها. من جهته، أوضح مدير ثانوية دار الإيمان بالمدينة المنورة عزام الشايع ل"الوطن" أن من أغرب الطرق التقليدية غير المشروعة للغش، استعانة أحد الطلاب بزميله الذي أمامه لإخفاء ورقة كتبت عليها معلومات بين فانيلته وثوبه. وأضاف أنه نظرا لكثرة حركة الطالب المعين لزميله من خلال الشد والإرخاء لثوبه، كشف أمرهما واتخذ بحقهما الإجراء النظامي. من جهتهم، طالب عدد من الطلاب والطالبات بالطائف بتهيئة أوضاع مراقبة حديثة ومبتكرة في قاعات الاختبارات لمتابعتهم ومراقبتهم بدلا من الطريقة التقليدية. وأشاروا إلى صور بثتها مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام عن كيفية مراقبة الاختبارات في اليابان عبر وضع كاميرات مراقبة في القاعة ومن ثم متابعة ورصد ما يحدث في قاعات الاختبار عن طريق شاشات تلفزيونية في غرف معزولة وقريبة من مقر الاختبار تراقب وتتابع الطلاب والطالبات. وفي ذات السياق، استنكر الطالب محمد الشهري بالمرحلة الثانوية وقوف المعلم أو المعلمة على رؤوس الطلاب والطالبات مما يجعلهم يحسون بالضيق. أما الطالبة بشرى الفيفي فلفتت إلى أن طرق المراقبة تضعف الثقة فيهن، موضحة أن بعض المراقبات يسببن لهن إزعاجا وقلقا من خلال ترديدهن "راجعي ورقة الإجابة" أو "لا تقومي بالالتفات وإلا سنضع إشارة على ورقتك بالقلم الأحمر". فيما تشير الطالبة سارة الحارثي إلى أن نظام المراقبة لا يزال غير متطور ولم يطرأ عليه أي تغيير يذكر، مضيفة: على الرغم من تطور عمليات الغش إلا أن المراقبة لا تزال كما هي. من جهته، أوضح مستشار التطوير الإداري أحمد المنهبي أن مطالبات الطلاب والطالبات بوضع أنظمة مراقبة عليهم في قاعات الاختبار كالتي شاهدوها عن اليابان ليس جيدا مطلقا. وأضاف أن اليابان وضعت نظاما معتمدا على توفير المال والجهد فقط، مشيرا إلى أن وجود المعلم والمعلمة في قاعات الاختبار ليس بالضرورة أن يكون لمراقبة الطالب أو الطالبة، وإنما هو موجود كعامل نفسي وليظهر الاهتمام بالجوانب النفسية والصحية، ولضبط النظام بالقاعة.